تراجعت في مصر المطالبات بتشكيل مجلس رئاسي يتسلم السلطة من المجلس العسكري الحاكم ويكون بديلاً موقتاً عن المسار الانتخابي بعدما تبرأ منها اللاعبون الأساسيون المحسوبون على الثورة، فيما يختتم المغتربون غداً الاقتراع في جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية التي يتنافس فيها مرشح «الإخوان المسلمين» محمد مرسي وأحمد شفيق رئيس آخر حكومات الرئيس المخلوع حسني مبارك. وأكد حمدين صباحي الذي حل ثالثاً في نتائج الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، أنه لن يشارك في مجلس رئاسي في حال تشكيله، ورهن قبوله بفكرة المجلس الرئاسي «باتفاق القوى السياسية». ودعا مؤيديه إلى «اختيار من تشاؤون، فليست لي وصاية عليكم وأنتم أدرى بمصلحتكم». وأشار إلى أن يرفض أي منصب تنفيذي مع أي من المرشحين الرئاسيين. وطالب بتطبيق قانون العزل السياسي على شفيق واعتبره «حقاً للأمة»، نافياً ما تردد عن لقائه شفيق في الإسكندرية. وقال: «لم أقابله ولن أقابله ولن أجلس معه، وسأكون من القوى المعارضة ضد الرئيس المقبل». من جانبه، قال عبدالمنعم أبو الفتوح الذي حل رابعاً في الانتخابات في بيان أمس تعقيباً على فكرة المجلس الرئاسي إنه ناقش مع صباحي ومرسي في اجتماع جرى قبل ثلاثة أيام «فكرة تشكيل مجلس يمثل الثورة ولم نتفق على فكرة مجلس رئاسي مدني». وأشار إلى أنه طالب مرسي ب «اتخاذ خطوات عملية لطمأنة الناس بعيداً عن الوعود الكلامية». وأضاف: «اتفقنا على أن نعمل في حملة وطنية واسعة في المحافظات لإسقاط الفلول». ودعا شيخ الأزهر أحمد الطيب إلى «التماسك والثبات والحكمة أكثر من أي وقت مر بنا منذ ثورة الشعب»، مطالباً المصريين ب «ألا تستجيبوا لدعاوى الاستقطاب والفُرقة والتنازع، وأن تقدموا مصلحة الوطن على أي شيء آخر». وقال في بيان أمس: «مرت بنا صعوبات جمة، وخرجنا منها متماسكين، على رغم ما قدمناه من تضحيات، ولعل هذا الموقف الذي نواجهه الآن يذكرنا بما التقينا عليه جميعاً بدافع الغيرة الوطنية والحكمة النضالية والخبرة التاريخية بكل أطيافنا وانتماءاتنا وهي وثيقة الأزهر الأولى بما تؤكده من أولوياتنا وثوابتنا المصرية». إلى ذلك، قال الناطق باسم وزارة الخارجية عمرو رشدي إن عدد من أدلوا بأصواتهم في الخارج وصل نحو 150 ألف ناخب، موضحاً أن «المصريين في الكويت جاؤوا في مقدم المقترعين بعدد ناخبين تجاوز 35 ألف ناخب، ثم في الرياض ب30500، ثم جدة ب27200 والدوحة ب11200 ثم دبي ب8500، وصوّت في نيويورك نحو 2500 ناخب». ورأى أن هذه الأرقام «تظهر إقبالاً كبيراً على التصويت، إذ صوت حتى الآن نحو نصف عدد من شاركوا في التصويت في المرحلة الأولى، وما زالت أمامنا ثلاثة أيام كاملة قبل إغلاق باب الاقتراع مساء السبت». وتوقع أن يشهد التصويت في الأيام المقبلة «ارتفاعاً ملحوظاً لتفضيل العديد من المواطنين التصويت بأنفسهم خلال عطلة نهاية الأسبوع».