نسبت جريدة «هاارتز» الأسبوع الماضي إلى دنيس روس، المنسق السابق لعملية السلام في الشرق الأوسط، أن الملك عبدالله بن عبد العزيز قال له في اجتماع بينهما في نيسان (أبريل) 2009 أن المملكة العربية السعودية ستحصل على سلاح نووي إذا حصلت إيران عليه. منذ سنوات وأنا أطالب الدول العربية القادرة على السعي لامتلاك سلاح نووي، فانتشار أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط سيجعل الولاياتالمتحدة تسعى لتجريد المنطقة من هذه الأسلحة ونتخلص من أسلحة إسرائيل وإيران معاً. السعودية تستطيع أن تشتري مفاعلاً نووياً أو عشرة من حيث تريد، وهي تستطيع أن تتفق غداً مع باكستان على تزويدها بقنابل نووية، فالسعودية بلد الحرمين الشريفين وواجب دولة مسلمة مثل باكستان أن توفر حماية لمكة المكرمة والمدينة المنورة من ترسانة إسرائيل وإيران. كلام دنيس روس عن الملك عبدالله أعطاني سبباً آخر لتأييد سياسة الملك، فهو إصلاحي من الدرجة الأولى، وكنت أتمنى لو أنه وصل إلى الحكم وهو في الستين مثلاً لأنه ربما كان اجترح معجزة في تسريع وتيرة الإصلاح، وفي حين أنني شخصياً أتمنى أن أرى المرأة السعودية وقد حققت مساواة حقيقية مع الرجل، فإنني أدرك أن هذه ليست رغبة غالبية أهل السعودية. وفي أبسط مظاهر الإصلاح، مثل سواقة النساء، أدرك لو أنه جرى استفتاء لصوتت غالبية ضدها، وهكذا فأنا أريد للنساء أن يقدن السيارات بحرية، إلا أنني ديموقراطي بحكم الإقامة في لندن، وأنزل عند رأي الغالبية. أقول قبل أن أكمل أن ليس لي أي مصلحة شخصية مع الملك عبدالله، لا شيء على الإطلاق باستثناء نكتة أنه وعدني إذا فاز بجائزة «مَنْ سيربح المليون» بأن أكون شريكه «نص بنص.» في السنة الماضية كان هناك سبب آخر عندي لتأييد سياسة الملك فهو أغاظ إسرائيل والمحافظين الجدد واللوبي إياه لأن الشعب السعودي لم يشارك في ثورات ربيع العرب، ولم يجد بعضهم ما يقول سوى أن الثورة ستصل إلى السعودية في المستقبل، فلا أقول رداً سوى مثل شعبي «عيش يا كديش تا ينبت الحشيش.» الأسبوع الماضي قرأت في موقع ليكودي أميركي أن إدارة أوباما قصفت ليبيا حتى أخضعتها، وتستعد لتكرار هذا العمل في سورية، إلا أنها لا تفعل في البحرين لأن السعودية لا تريد ذلك. أولاً، إدارة أوباما لم تقصف ليبيا أبداً، وإنما تركت الناتو، وتحديداً بريطانيا وفرنسا، لتنفيذ المهمة، وثانياً، إدارة أوباما لا تستعد لقصف سورية ولن تفعل لأن سورية لا تملك نفطاً بمستوى النفط الليبي، وثالثاً، البحرين لا تشبه إطلاقاً ليبيا أو سورية. في ليبيا كان هناك ديكتاتور نصف مجنون كاد أن يدمر البلد بعد أربعة عقود من الإرهاب في الداخل والخارج وثار الشعب طلباً للحياة الكريمة. وفي سورية شعب ثار أيضاً طلباً للديموقراطية. وفي ليبيا وسورية سقط ضحايا بالألوف. أما في البحرين فكان ضحايا الاضطرابات قلة قليلة، والمعارضة استعملت العنف، فكان سلاح السلطة بعد الأيام الأولى قنابل الغاز المسيل للدموع مقابل قنابل مولوتوف الحارقة في أيدي المعارضين. وأهم من كل ما سبق أن قيادة المعارضة في البحرين، وتحديداً المرشد عيسى قاسم ومعه رئيس الوفاق علي سلمان، تريد إنشاء نظام إيراني الصبغة، أو ولاية الفقيه، لتقتل الديموقراطية نهائياً. كل مَنْ يقول غير هذا دجّال، ودليلي التحريض الإيراني العلني عبر كل وسائل الميديا وخطب عيسى قاسم وإعلانه كل يوم الولاء لإيران. السعودية انتصرت للبحرين وستفعل مرة ثانية وثالثة إذا تطلب الأمر ذلك، وربما رأينا للموقف السعودي فائدة هامشية هي أن يموت الليكوديون بغيظهم، خصوصاً إذا امتلكت السعودية سلاحاً نووياً.