شهدت سماء المملكة صباح أمس ظاهرة فلكية نادرة، تمثلت في عبور كوكب الزهرة أمام قرص الشمس، وكان واضحاً للعيان لكبر حجمه. إذ إن هذه الظاهرة حدثت قبل ثمانية أعوام. وقال مساعد المشرف للشؤون العلمية في المركز الوطني للفلك الدكتور زكي المصطفى ل «الحياة»: «أهمية الحدث تكمن في غرابته، لأن الكواكب التي يكون لها عبور بين الشمس والأرض هي عطارد والزهرة، إذ إن الأول فتراته مختلفة ومعروفة، في حين أن الأخير مروره يعتبر ظاهرة غريبة ونادرة». وأضاف أنه بعد 105 سنوات لن يتمكن من مشاهدة الحدث أي من البالغين، الذين شاهدوه الآن، «وأجمل ما في الحدث هو البداية والنهاية، وما يطلق عليه الدمعة الداكنة، إذ يكون فيه خداع بصري»، لافتاً إلى أن الحدث ليس له تأثير في الأجواء أو الاتصالات، فيما ضرره الوحيد النظر إليه بالعين المجردة. وتابع: «المركز الوطني للفلك يوزع في جميع المراصد نظارات خاصة من الألمونيوم المفضض، وهي واقية من الأشعة فوق البنفسجية، وتحمي العين»، محذراً من الأنواع المغشوشة من النظارات الموجودة في الأسواق التي تستخدم للنظر إلى بعض الظواهر الفلكية، إذ هناك اشخاص يستخدمون أشعة x، أو تظليل السيارة، لكنها لا تحجب الأشعة فوق البنفسجية. ونفى أن تكون هناك علاقة بين النشاط الشمسي وزيادة الحرارة أو نقصانها على سطح الأرض، بقوله: «قد تكون له علاقة بشح الأمطار وزيادتها، والنشاط الشمسي يزداد وينقص كل 11 عاماً، وهذا سبب وجود البقع الشمسية التي تُرى على شكل نقاط سوداء على قرص الشمس، وتبلغ حرارتها 5800 درجة على مقياس كلفن، فيما تبلغ على سطح الشمس 6000 درجة، فيما تبلغ في باطن الشمس 15 مليون درجة». وذكر أن كوكب الزهرة أقرب للأرض، إذ تبلغ المسافة بينهما 40 مليون كيلومتر، بينما تبعد الشمس عن الزهرة 108 ملايين كيلومتر. من جهته، أكد المشرف سابقاً على المركز الوطني للفلك صالح الصعب ل «الحياة» أن عمل المرصد الأساسي يكمن في رصد الهلال بالتعاون مع المحكمة العليا ووزارة العدل، إضافة إلى بعض البحوث الفلكية، التي يستفاد منها في دراسات فلكية تتعلق بحدود الضوء وأبعاده ومسافاته بين الأرض والشمس والكواكب الأخرى. وكان المركز الوطني للفلك في الرياض استقبل أمس عدداً من المهتمين بالظواهر الفلكية، وشاهدوا مراحل عبور كوكب الزهرة من خلال «التلسكوبات»، التي وفرتها المدينة.