أعلنت الجمعية الفلكية بجدة أن سماء المملكة تشهد حدث فلكي نادر جدا صبيحة يوم الأربعاء 17 رجب 1433 الموافق 6 يونيو 2012 حيث سيعبر كوكب الزهرة أمام قرص الشمس وهو الثاني بعد عبور 2004 والأخير خلال المائة سنه القادمة . حيث ستشاهد المراحل الأخيرة من العبور مع شروق الشمس حسب أفق كل منطقة ، ولن يتكرر هذا الحدث مرة أخرى إلا بعد 105 سنوات قادمة . وبين رئيس الجمعية المهندس ماجد ابوزاهرة : أن ظاهرة عبور الزهرة أمام قرص الشمس تعتبر من أندر الظواهر الفلكية ، فعندما يحدث عبور للزهرة يتبعه عبور آخر بعد 8 سنوات ناقص 2 يوم . ولكن بعد ذلك يجب أن تمر 105.5 سنوات ، يتبعها عبورين جديدين منفصلين . بعد ذلك تنقضي 121.5 سنوات وبعد ذلك 8 سنوات بين عبورين ، وعليه يكون ترتيب حدوث العبورات هو : 8 سنوات ، 121.5 سنوات ، 8 سنوات ، 105.5 سنوات ، 8 سنوات و 121.5 سنوات ، وهكذا إلى الأبد . والعبورات دائما تحدث في ديسمبر أو في يونيو . ولم يتمكن أي شخص في القرن العشرين من مشاهدة هذه الظاهرة الفلكية الفريدة . وعندما حدث عبور 8 يونيو 2004 ، كان الأول في 121.5 سنوات وبالتالي فنحن الآن قطعنا الفترة الزمنية التي طولها 8 سنوات وبصدد رصد عبور 6 يونيو 2012 ، وبعد حدوث هذا العبور لن يكون هناك عبور آخر لكوكب الزهرة حتى القرن الثاني والعشرين . وخلال عملية العبور في سماء المملكة ، فان كوكب الزهرة سوف يظهر كنقطة سوداء صغيرة تتحرك ببطء من الشرق إلى الغرب عبر قرص الشمس وعلى عكس عبور 2004 فان عبور 2012 يحدث خلال مرحلة نشاط الدورة الشمسية التي تتكرر كل 11 سنه حيث سيتمكن الراصدون من مشاهدة عدد من البقع الشمسية المتناثرة على سطح الشمس . وسوف يبدأ العبور حسب توقيت مكةالمكرمة الساعة 01:10 فجرا ويصل إلى نقطته الوسطى الساعة 4:29 فجرا وهاتين المرحلتين غير مشاهدتين نظرا لان الشمس ستكون تحت أفق المملكة، وتستمر مرحلة الكلية بشكل عام حوالي 6 ساعات و 40 دقيقة وينتهي العبور عند الساعة 7:50 صباحا ، وعلى الرغم من أن مرحلة العبور الوسطى تحدث عند الساعة 4:29 فجرا فإنها لن تتطابق مع لحظة الاقتران السفلي " الأدنى " وذلك لان مسار الزهرة لا يعبر تماما عبر مركز الشمس وإنما من شماله ، وسوف يحدث الاقتران السفلي 4:08 فجرا ، وهو تقريبا بحوالي 21 دقيقة قبل مرحلة منتصف العبور . وسيكون أهم مراحل العبور المشاهدة في سماء المملكة هي " تأثير الدمعة المظلمة " وهي اللحظة التي يكون فيها العبور الكلي انتهى ويبدو ظاهريا انه حدث تلامس بين قرص الزهرة وقرص الشمس ، وحسب أرصاد عبور الزهرة أمام قرص الشمس في العام 2004 ، تم ملاحظة أن مستخدمي التلسكوبات الصغيرة لاحظوا هذه الظاهرة في حين أن العديد من الراصدين باستخدام التلسكوبات الكبيرة لم يلاحظوا ذلك. وبين ابوزاهرة : أن عبور الزهرة يمكن أن يحدث فقط عندما يكون الكوكب قريب من العقدة الصاعدة أو العقدة الهابطة وهي عبارة عن نقاط في مدارة حيث الكوكب يعبر دائرة البروج باتجاه الشمال أو الجنوب. ولعبور كوكب الزهرة يجب أن يكون في الاقتران السفلي وهو الموقع بين الأرض والشمس إضافة إلى انه يكون قريب يعبر من خلال واحدة من تلك العقديتين . ونظرا لمواقع هاتين العقدتين بالنسبة للمدار الأرض يمكن أن يحدث العبور تقريبا في 7 يونيو في العقدة الهابطة أو 8 ديسمبر في العقدة الصاعدة مع أن مواقع العقدة وتوقيت الحدث تتغير ببطء مع مرور الوقت. وعن كيفية حدوث هذه الظاهرة قال ابوزاهرة : أن كوكب الزهرة يدور حول الشمس في 225 يوم ، والأرض تنهي دورتها حول الشمس في 365 يوم وتكون النتيجة لاتحاد هاتين الحركتين أن كوكب الزهرة يتحرك بين الأرض والشمس تقريبا مرة كل 584 يوم ، وخلال هذا الانتظام الكوبكي فانه ليس بالضرورة أن يعبر كوكب الزهرة أمام قرص الشمس كما يشاهد من على سطح الأرض وذلك بسبب أن كلا الكوكبين يدوران حول الشمس بزاوية مختلفة فلو أن الزاوية كانت صفر لكان هناك عبور لكوكب الزهرة كل 584 يوم ، ولكن ونظرا لاختلاف الزوايا فان يستغرق 122 سنه لكي يحدث اصطفاف بين الشمس والزهرة والأرض. عبور كوكب الزهرة يحدث بشكل ثنائي يفصل بين الأول والثاني 8 سنوات ( 8 × 365 يوم = 5× 584 يوم ) ، فلو كانت الشمس اكبر أو أن كوكب الزهرة اقرب إلى الشمس سوف يكون هناك ثلاثة عبورات في 8 سنوات . وهذا هو سبب أن هذه الظاهرة الفلكية نادرة جدا. حيث انه ومنذ اختراع التلسكوب في العام 1610 رصد سبعة عبورات لكوكب الزهرة فقط وهي التي حدثت في أعوام 1631 ، 1639 ، 1761 ، 1769 ، 1874 ، 1882 ، 2004 ومع عبور 2012 يصبح المجموع ثمانية عبورات وبعد ذلك سوف يتكون هناك فترة طويلة جدا. حيث أن العبور القادم بعد عبور العام 2012 سيكون في 11 ديسمبر 2117 ويتبعه عبور أخر في 8 ديسمبر 2125. وخلال ستة الآلاف سنه من 2000 سنه قبل الميلاد إلى 4000 بعد الميلاد هناك 81 عبور لكوكب الزهرة وهنا يجب الإشارة إلى انه بسبب ظاهرة تسمى تأثير " اختلاف المنظر " ، فان مدة بقاء العبور تكون متنوعة مابين زائد أو ناقص 7 دقائق وذلك استنادا على موقع الراصد على سطح الأرض. ويعتبر هذا العبور أطول بمقدار 27 دقيقة مقارنه مع العبور الذي حدث منذ ثمان سنوات ، وذلك بسبب أن الزهرة سيعبر قريبا من مركز الشمس . وسوف يعبر الزهرة من النصف الشمالي للشمس على عكس عبور العام 2004 حيث حدث العبور في الطرف الجنوبي من الشمس. وترجع أهمية هذه الظاهرة الفلكية " اختلاف المنظر " إلى القرن الثامن عشر، تم استخدم هذه الطريقة لمعرفة المسافة إلى القمر. فالراصدون في مدينتين معروفة المسافة التي تفصل بينهما وبملاحظة النجوم القريبة من القمر في نفس الوقت وبعد ذلك يتم مقارنه الملاحظات . فمقدار الاختلاف من احد موقعي الرصد إلى الأخر يشير إلى بعد القمر . وعبور كوكب الزهرة يتيح لنا ألقيام بنفس الأمر ، وتحديد بشكل دقيق جدا المسافة إلى كوكب الزهرة وإلى الشمس. ومنذ بضعة مئات من السنين كان البشر لا يعرفون بعد الأرض عن الشمس أو مدى حجم النظام الشمسي . الفلكيون كانوا قادرين لمعرفة هذه المسافات من خلال القيام بقياسات خلال عبورات كوكب الزهرة . حيث قاموا بعمل قياسات من عدة مناطق مختلفة على الأرض . وخلال عبورات الزهرة في القرن الثامن عشر والتاسع عشر ، قام العلماء بعمل تلك القياسات وتوصلوا إلى أن الأرض تبعد مسافة 150 مليون كيلومتر أو 93 مليون ميل من الشمس ولكن في الوقت الحاضر فتحديد بعد الشمس والكواكب يتم بشكل دقيق جدا من خلال استخدام الردار ولذلك فان عبور الزهرة في عامي 2004 و 2012 لم يعد يعتمد عليهما في هذا المجال ، واليوم أصبحت هذه الظاهرة فرصة للقيام بعدة دراسات وبشكل خاص فيما يتعلق بدراسة الكواكب التي تدور حول نجوم بعيدة وكيفية اكتشافها . جدير بالذكر بان الجمعية سوف تقيم رصد فلكي للحدث النادر من خلال نظارات خاصة وتلسكوبات مزودة بفلاتر ومرشحات ضوئية صور جداول توضح بداية ونهاية عبور 2012 في سماء المملكة