اكد قيادي في تيار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، أن ضغوطات خارجية وداخلية يتعرض لها التيار بسبب موقفه المؤيد لسحب الثقة عن رئيس الوزراء نوري المالكي، فيما تضاربت الأنباء حول مغادرة الصدر إلى إيران بشكل سري دون معرفة السبب. وقال قيادي في التيار الصدري من النجف طلب عدم ذِكر اسمه في اتصال مع «الحياة» امس، ان «التيار الصدري يتعرض لضغوط داخلية وخارجية بسبب موقفه المؤيد لسحب الثقة عن رئيس الحكومة»، ولفت إلى أن «بعض الأطراف الاقليمية تعارض فكرة تغيير المالكي في الوقت الراهن». واشار الى «وجود حملة مضادة ضد التيار الصدري داخل الاوساط السياسية الشيعية داخل العراق وخارجه، لحضه على تغيير موقفه من سحب الثقة عن المالكي»، ولفت الى ان «لا نية لدى التيار الصدري لتغيير موقفه حتى الان ما دام هناك اجماع وطني على ذلك». ولفت الى ان «سماحة القائد مقتدى الصدر وعد قيادات كتلتي العراقية والتحالف الكردستاني بأن يكون في صف الاكثرية ازاء قضية سحب الثقة»، وزاد ان «الهيئة السياسية للتيار تدرس بشكل دوري مواقف الكتل السياسية، وحتى الآن هي مجمعة على سحب الثقة، ونحن معها». وفي شان نوع الضغوط التي يتعرض لها التيار الصدري والأطراف التي تقوم بها، اكتفى بالقول إن «الضغوط كبيرة، بعضها ديني وبعضها سياسي»، ورفض تأكيد او نفي صحة انباء عودة الصدر الى ايران، وقال «هذا الأمر غير مسموح لنا بالتصريح به لأسباب أمنية». وأشارت أنباء صحافية منذ أول من أمس، إلى ان الصدر عاد الى مقره في ايران حيث كان يقيم منذ سنوات لغرض الدراسة الدينية، ولم يصدر اي بيان رسمي عن الصدر حول الموضوع، رغم ان الصدر اعلن بعد عودته الى العراق ايقاف دراسته الدينية الى اشعار اخر. وعاد الصدر الى العراق في الثامن والعشرين من نيسان (ابريل) الماضي، وشارك في اجتماع اربيل الذي ضم قيادات سياسية من كتل «التحالف الكردستاني» و «العراقية»، ووقع المجتمعون بمن فيهم الصدر، على ورقة عمل وجهت الى كتلة «التحالف الوطني» طالبت رئيس الوزراء بإجراء إصلاحات خلال اسبوعين، او سيتم سحب الثقة منه. واستضاف الصدر في مقره في مدينة النجف اجتماعاً في التاسع عشر من الشهر الماضي ضم معارضي المالكي، وخرج الاجتماع بإعطاء المالكي مهلة اسبوع اضافية قبل سحب الثقة عنه. الى ذلك، قال المتحدث باسم الهيئة السياسية للتيار الصدري الشيخ صلاح العبيدي ل «الحياة»، إن «التيار الصدري أوفده قبل ايام الى ايران لبحث الازمة السياسية الجارية في العراق وتوضيح أسباب موقف التيار من سحب الثقة عن المالكي». ولفت الى ان «الجانب الإيراني تفَهّم الموقف لكنه دعا الى الحوار كسبيل لحل الخلافات»، واضاف أن «الجانب الايراني يؤيد إجراء إصلاحات والجلوس على طاولة المحادثات لمناقشة القضايا الخلافية». الى ذلك، قال النائب حسين اللامي عن كتلة «الاحرار» (40 نائباً) التابعة للتيار الصدري، ان «معتقلين تابعين للتيار تعرضو لاعتداء أمس من قبل القوات الامنية المشرفة على السجن». واضاف اللامي في تصريح صحافي امس، ان «اعمال الشغب التي جرت في سجن البلديات أمس الثلثاء جاءت بسبب اعتداءات تعرض لها المعتقلون في السجن وغالبيتهم من اتباع الصدر»، واعتبر ان «هذا الاعتداء هو للضغط على التيار الصدري لتغيير موقفه من قضية سحب الثقة عن المالكي. وجرت امس اعمال شغب في سجن البلديات غرب بغداد بعد رفض بعض السجناء قرار ادارة السجن بنقل بعضهم الى سجن آخر، وهي ليست المرة الأولى التي تجري فيها أعمال شغب داخل هذا السجن.