أ ف ب - قتلت القوات الأرمنية خمسة جنود من أذربيجان في مواجهات حدودية جديدة بمنطقة ناغورني قره باخ جنوب القوقاز والتي تعتبر طريقاً مهماً للنفط والغاز من منطقة قزوين إلى أوروبا. وتزامن ذلك مع تنفيذ وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون جولة في منطقة القوقاز. وأعلنت وزارة الدفاع في أذربيجان أن المواجهات اندلعت لدى محاولة «مخربين» ارمن التسلل إلى مواقع عسكرية للجيش شمال غربي البلاد، وذلك في الحادث الثاني على الحدود خلال أسبوع. أما وزارة الدفاع الأرمنية فاتهمت أذربيجان بالتسبب في العنف، وقالت إن «مجموعة تخريبية ضمت بين 15 و20 شخصاً حاولت التسلل إلى أراضينا». وأضافت: «أدت يقظة الجنود الأرمن إلى رصد المجموعة والتصدي لها عبر قتل خمسة أشخاص وجرح آخرين، فيما لم يصب أي من عناصرنا». وكانت أرمينيا أعلنت أول من أمس، أن قوات أذرية قتلت ثلاثة من جنودها وجرحت ستة آخرين، في اشتباكات دامية على الحدود، لكن باكو نفت ذلك. ويجري تبادل مستمر للنار باستمرار بين قوات أرمينيا وأذربيجان على طول خط جبهة ناغورني قره باخ، المنطقة الانفصالية الأذربيجانية التي يشكل الأرمن غالبية سكانها. وحصلت حوادث هذا الأسبوع في الشطر الشمالي للمنطقة المتنازع عليها، وهو أمر نادر الحصول. وخلال زيارتها يريفان لمدة خمس ساعات، أبدت كلينتون قلقها من تصعيد التوتر، محذرة أرمينيا وأذربيجان من استخدام القوة لحل خلافاتهما. وقالت إن «استخدام القوة لن يحل النزاع في ناغورني قره باخ، لذا يجب استبعاد هذا الخيار». كما حضت خلال لقائها الرئيس الأرميني سيرج سركسيان ونظيرها الأرميني إداور نالبانديان على تطبيع يريفان علاقاتها مع أنقرة، علماً أن الحدود مغلقة بين البلدين منذ عام 1993، وأوصت بمواصلة الإصلاحات لتحسين اقتصاد أرمينيا وتعزيز المؤسسات الديموقراطية. وأعلنت منطقة ناغورني قره باخ التي ألحقت بأذربيجان خلال الحقبة السوفياتية، استقلالها الذي لم تعترف به الأسرة الدولية، بعد حرب اندلعت بين عامي 1988 و1994 وأسفرت عن سقوط 30 ألف قتيل ومئات الآلاف من اللاجئين. وعلى رغم مفاوضات استمرت سنوات منذ وقف النار عام 1994، لم يوقع الطرفان معاهدة سلام ويستمر تبادل إطلاق النار بين الجانبين عبر الحدود. وتتوعد أذربيجان باستخدام القوة للاحتفاظ بناغورني قره باخ إذا لم تسفر المفاوضات عن نتائج مرضية، فيما تؤكد أرمينيا أنها سترد على أي تصعيد عسكري. وتزور كلينتون اليوم باكو، حيث ستبحث ملف ناغورني قره باخ، وقال وزير خارجية أذربيجان المار ماماديروف: «نتوقع نتائج جيدة من اللقاء مع كلينتون».