لا يمكن تحديد قناة فضائية رياضية محددة، إلا ان كل القنوات الفضائية قد تتشارك في ما بينها بخصوص فتح المجال من أوسع أبوابه لموضوع التراشق الإعلامي، الذي انتقل من الصفحات المكتوبة الى الشاشات العريضة. لقد أصبحت البرامج التلفزيونية الرياضية مرتعاً خصباً للتعصب، وان كان اختلاف وجهات النظر أمراً محموداً، وهذا الموضوع الخاص باختلافات وجهات النظر ليس هو ما يمكن ان يكون ملاحظة تقلل من شأن تلك البرامج التي ربما تكون مضحكة، او احياناً كثيرة غير مستساغة في وجهها العام، وباختصار غير مفيدة، بل ليس لها قيمة. وكل من تابع البرامج الرياضية شاهد بأنها أصبحت مثاراً للسخرية في ما يخص البرامج الحوارية تحديداً، لكي نكون منصفين، وقلت في البداية إنه لا يمكن تحديد قناة بعينها، او شريحة معينة من المشاركين فيها، لأن الفضاء أصبح مليئاً بمثل هذه البرامج، والكثير من المتحاورين الذين يتسابقون في التباهي بتعصبهم، ويا ليت هذا الأمر تركز في التعصب فقط لأمكن علاجه، او لنقل بتره، حتى ولو استغنت عنه تلك القنوات من خلال احترام مشاهديها، وتقديرهم بتزويدهم بالأخبار، حتى ولو كانت أخباراً معلبة. إن الأمر استفحل في تلك البرامج الى الشتائم والسباب، والكل شاهد مثل هذا الخروج عن المألوف، والكل يدعي بأنه من كبار الإعلاميين ما دام انه يظهر على شاشات منتشياً فارداً عضلاته، وكأنه يستعد لنزال ملاكمة او مصارعة. لقد أصبحت القنوات الفضائية، او الجزء الأكبر منها غير مستساغ، ما دام ان مسؤوليها يبحثون عن تلك العينات التي «لطخت» وجه الرياضة الجميل، والطرح الإعلامي المتزن، بل إن الغالبية منهم مع كل آسف يخرجون بتلك «الصفاقة» على شاشات التلفزيون لقاء أجر مادي معين. [email protected]