القدس المحتلة، فوكيت (تايلاند) – أ ب، رويترز، أ ف ب – اعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون امس، أن واشنطن مستعدة لنشر «مظلة دفاعية» في الخليج لمواجهة ايران اذا امتلكت سلاحاً نووياً، مشيرة في الوقت ذاته الى ان بلادها «عادت الى جنوب شرقي آسيا» التي أهملتها ادارة الرئيس السابق جورج بوش. وفسّر مسؤول اميركي تعليقات كلينتون، بأنها تأكيد على تصميم الولاياتالمتحدة على اقناع ايران بعدم السعي الى امتلاك نووي، وليس استسلاماً لهذا الأمر. وقالت كلينتون للتلفزيون التايلاندي خلال زيارتها العاصمة بانكوك: «سنترك الباب مفتوحاً (للمحادثات مع ايران)، لكننا اوضحنا ايضاً اننا سنتخذ إجراءات». وأضافت ان واشنطن مستعدة «لتعزيز دفاع شركائنا في المنطقة»، موضحة: «نريد من ايران ان تحسب ما أعتقد انه تقويم منصف. اذا نشرت الولاياتالمتحدة مظلة دفاعية في المنطقة، وإذا بذلنا جهوداً اكبر لدعم القدرة العسكرية لأولئك في الخليج، من غير المرجح ان تكون ايران اقوى او أكثر أمناً، لأنها لن تكون قادرة على الترهيب والهيمنة، خلافاً لما يبدو انها تعتقده اذا امتلكت سلاحاً نووياً». وأشارت الى ان «الساعة النووية تدور» والدول المجاورة لإيران «هي الأكثر قلقاً». وطُلب من كلينتون في منتجع فوكيت السياحي لاحقاً، ان تشرح ما ترمي اليه بحديثها عن المظلة الأمنية لدول الخليج، فأجابت: «كنت اشير ببساطة الى ضرورة ان تدرك ايران ان سعيها الى امتلاك اسلحة نووية، لن يحسّن أمنها او يحقق اهدافها في تعزيز قوتها اقليمياً وعالمياً». وأشارت الى ان ذلك سيؤدي الى «سباق تسلح في المنطقة». في القدسالمحتلة، قال دان مريدور نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف شؤون الاستخبارات والطاقة الذرية: «استمعت من دون حماسة الى التصريحات الأميركية، ومفادها ان الولاياتالمتحدة ستدافع عن حلفائها في حال استخدمت ايران السلاح النووي، وكأنها استسلمت لهذا الاحتمال، وهذا خطأ. لا ينبغي التحرك الآن على افتراض ان ايران ستمتلك سلاحاً نووياً، بل يجب العمل على منع ذلك». من جهة أخرى، قالت كلينتون ان موافقة كوريا الشمالية على «نزع قدراتها النووية في شكل لا عودة عنه»، سيدفع الولاياتالمتحدة الى «المضي قدماً، مع شركائنا، على طريق الإجراءات التحفيزية، ولا سيما على صعيد تطبيع العلاقات». كما حضت ميانمار على الإفراج عن زعيمة المعارضة اونغ سان سو تشي، مؤكدة ان هذه الخطوة «ستفتح الباب امام فرص، أقله من جانب بلدي، لتوسيع علاقاتنا مع ميانمار، ولاسيما عبر استثمارات فيها». ومن المتوقع ان يهيمن ملفا ميانمار وكوريا الشمالية على اجتماع المنتدى الإقليمي لرابطة دول جنوب شرقي آسيا «آسيان» حول الأمن الذي يفتتح في فوكيت اليوم. ويضم هذا المنتدى دول «آسيان» العشر (تايلاند وماليزيا وسنغافورة وإندونيسيا والفيليبين وبروناي وفيتنام ولاوس وميانمار وكمبوديا)، و17 دولة او تكتلاً بينها الاتحاد الأوروبي وروسيا والصين. ووقّعت كلينتون على «معاهدة صداقة وتعاون» مع «آسيان»، والتي تلزم الدول الأعضاء بحل النزاعات سلماً وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى. وقالت كلينتون في مؤتمر صحافي قبل توقيعها المعاهدة وإجرائها محادثات مع نظرائها من «آسيان»: «الولاياتالمتحدة عادت الى جنوب شرقي آسيا. الرئيس (الأميركي باراك) اوباما وأنا نؤمن بأن هذه المنطقة حيوية للتقدم العالمي، وللسلام والازدهار، ونحن منخرطون تماماً مع شركائنا حول سلسلة واسعة من التحديات التي تواجهنا». واعتبر محللون ان زيادة انخراط واشنطن في آسيا، سيبدد مخاوف دول في المنطقة حول صعود النفوذ الصيني. وسئلت كلينتون عما اذا كانت واشنطن تسعى الى إقامة توازن مع الصين، فأجابت بأنها تدرك مخاوف دول مجاورة للصين، مبدية في الوقت ذاته «أملها بأن نعمل سوية».