«الحياة»، أ ف ب، رويترز - توترت الأجواء في قطاع غزة بعد اشتباك مسلّح بين مقاوم فلسطيني حاول التسلل إلى إسرائيل وبين وحدة من الجيش الإسرائيلي عند معبر «كيسوفيم»، ما أدى إلى مقتل جندي من «لواء غولاني» والمقاوم الفلسطيني، قبل أن تشن القوات الإسرائيلية غارة استهدفت دراجة نارية شرق خان يونس جنوب القطاع وأسفرت عن إصابة 3 فلسطينيين وحرق محصول القمح. ونفت حركة «الجهاد الإسلامي» مسؤوليتها عن الهجوم، في حين حملت إسرائيل حركة «حماس» المسؤولية. وقال الموقع الإلكتروني لصحيفة «يديعوت احرونوت» العبرية إن الشاب الفلسطيني استطاع اختراق الجدار الشائك والدخول إلى المناطق الإسرائيلية قرب معبر «كيسوفيم». وأضاف انه عند الساعة الرابعة من فجر امس، وصلت قوة من الجيش من «لواء غولاني» إلى الموقع حيث أطلق الشاب النار باتجاه القوة التي بادلته بالنيران، ما أدى إلى استشهاده ومقتل جندي، فيما هرعت قوات ضخمة إلى الموقع. وأكدت الرقابة العسكرية الإسرائيلية مقتل جندي من لواء غولاني (20 سنة) اثر إصابته برصاصة بالرأس، بالإضافة إلى مقتل المسلح الفلسطيني. وذكرت إذاعة الجيش أن العملية كانت تهدف إلى أسر أحد الجنود من «لواء غولاني». إسرائيل تتهم «حماس» وحمّل الجيش الإسرائيلي «حماس» مسؤولية العملية، وقال الناطق باسمه أفيخاي ادرعي إن «الجيش لن يحتمل أي محاولة لاستهداف قواته والإسرائيليين، ويحمل حماس، بصفتها الجهة المسيطرة على قطاع غزة، المسؤولية عن هذه العملية وتداعياتها». وقال إن الجندي الذي قتل في عملية خان يونس هو الرقيب أول نتانئيل موشياشفيلي (21 سنة) من عسقلان، وإن عائلته أبلغت بذلك. وأضاف: «حسب تقويمنا، فإن المسلح كان ينوي التسلل إلى أحد التجمعات السكنية الإسرائيلية في المنطقة وإطلاق النار بصورة عشوائية على مدنيين». «الجهاد» تنفي وتضاربت الأنباء في شأن الجهة التي وقفت وراء الاشتباك، إذ بعدما اكد مصدر في «الجهاد» أن الفلسطيني الذي قتل «هو احمد نصر، وفي العشرينات من عمره، وهو من سكان شرق خان يونس، ومن عناصر الحركة»، نقلت وكالة «سما» عن الناطق باسم «سرايا القدس»، الجناح العسكري ل «الجهاد»، مباركته الهجوم المسلح في «كوسوفيم»، لكنه نفى أي علاقة للسرايا بالعملية البطولية، مؤكداً أنه لم يكن لعناصر السرايا أي نشاط في المنطقة التي وقع فيها الهجوم، وناشد وسائل الإعلام الاعتماد فقط على بيانات المكتب الإعلامي للسرايا. قصف خان يونس وعقب الاشتباك، أعلن الجيش الإسرائيلي حال التأهب القصوى على الحدود مع قطاع غزة، وطلب من المستوطنين المجاورين لقطاع غزة بالنزول إلى الملاجئ وأخذ الحيطة والحذر. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن قذيفتين صاروخيتين أطلقتا من قطاع غزة وسقطتا في محيط المجلس الإقليمي «أشكول» في النقب الغربي من دون وقوع إصابات أو أضرار. كما ذكر شهود أن عدداً من الآليات العسكرية الإسرائيلية توغل شرق خان يونس حيث تم اعتقال فلسطيني، وأن طائرة مروحية إسرائيلية أطلقت النار تجاه المنطقة الزراعية شرق خان يونس، ما اسفر عن حريق شب في عشرات الدونمات المزروعة بالقمح. وقال الناطق باسم اللجنة العليا للإسعاف والطوارئ ادهم أبو سلمية أن «ثلاثة مواطنين أصيبوا، اثنان منهم في حال خطرة جداً اثر بتر في الأطراف، بسبب استهدافهم بصاروخ أطلقته طائرة إسرائيلية عليهم شرق خان يونس». على صعيد متصل، أفاد شهود بأن زورقاً حربياً إسرائيلياً أطلق صباح امس نيران رشاشاته باتجاه قوارب الصيادين على شاطئ البحر في منطقة السودانية شمال غربي مدينة غزة، من دون أن يبلغ عن وقوع إصابات. وكان الجيش الإسرائيلي أقام عام 2008 شريطاً عازلاً عرضه 300 متر داخل قطاع غزة على طول الحدود مع إسرائيل يحظر على الفلسطينيين الدخول إليه. غير أن الأممالمتحدة ومنظمات غير حكومية أفادت بأن إسرائيل قامت بعد ذلك بتوسيع هذا الشريط داخل القطاع الذي تسيطر عليه حركة «حماس». وهذه المرة الأولى التي يقتل فيها جندي إسرائيلي في اشتباك مع مقاتلين فلسطينيين من غزة منذ 26 آذار (مارس) عام 2010.