أ ف ب - بعمر ال73 لا يزال جوفاني تراباتوني جاهزاً للمعارك الكروية، ومع جمهورية إيرلندا التي عاد بها إلى البطولات الكبرى بعد غياب عشر سنوات، سيجلس المدرب الخبير على مقاعد البدلاء في كأس أوروبا 2012 ليعوض مسيرته مع المنتخب الإيطالي الذي سيواجهه في الدور الأول. قال «تراب» بعد فوز إيرلندا على أستونيا 4-صفر في ذهاب الملحق الأوروبي الذي حمل المنتخب الأخضر نظرياً إلى النهائيات القارية في بولندا وأوكرانيا: «لا تقولوا إن القط أصبح في الحقيبة». أثار تراباتوني ضحك الكثيرين عندما كان يصرخ في الألمانية «ايش هابي فرتيغ» أي أنا غاضب، أثناء تدريبه بايرن ميونيخ عام 1998. أقواله المأثورة لاقت شعبية كبرى، لكنها لم تتخطَّ هيبة مسيرته التدريبية الطويلة، التي شهدت تتويجه بخمس بطولات أوروبية، كأس الإنتركونتيننتال، سبعة ألقاب في الدوري الإيطالي ولقب الدوري في كل من ألمانيا والنمسا والبرتغال! حطَّ تراباتوني رحاله في إيرلندا منذ عام 2008، حيث بات في نهاية مطافه التدريبي الذي انطلق عام 1974. تروق لهجة تراباتوني الإنكليزية للجماهير الإيرلندية، لكن نوعيته التدريبية أغرت كثيرين. فبعد وصوله منذ أربعة أعوام، أطلق الماكينة الإيرلندية مجدداً، إثر غيابها عن الساحة العالمية منذ عام 2002 عندما خرجت أمام إسبانيا بركلات الترجيح من الدور الثاني. كان قريباً من بلوغ نهائيات مونديال 2010، لكن يد الفرنسي تييري هنري حرمت «القط» من بلوغ مونديال جنوب أفريقيا. ولد المدرب الكاثوليكي (يدرب منتخب الفاتيكان منذ 2010)، في 17 آذار (مارس) 1939، يوم عيد القديس باتريك، وهو تأقلم بشكل سريع في إيرلندا مع مساعده ماركو تارديلي. بنيا الفريق بصبر وطعماه بمحترفين لم يتفانوا سابقاً بالدفاع عن ألوان بلدهم، وفضلوا أنديتهم على قميص المنتخب. حج تراباتوتي على غرار ما وعد به، إلى جبل «كروغ باتريك» عند نجاحه في قيادة الفريق إلى النهائيات إثر مباراة العاصمة الاستونية تالين. وعلى رغم محبته لإيرلندا، إلا أنه جلب المنتخب في المعسكر الأخير إلى موتيكاتيني، على بعد 30 كلم من كوفرتشانو، مركز تدريب منتخب إيطاليا الذي أشرف عليه بين 2000 و2004 عندما خرج من الدور الأول في نهائيات كأس أوروبا. لم يكن تراباتوني يريد الوقوع في مواجهة إيطاليا في 18 حزيران (يونيو) في غدانسك، لكن القدر خبأ له مناسبة عاطفية مميزة، علماً بأنه لم يخسر ضد «سكوادرا اتزورا» في ثلاث مباريات (2-2 و1-1 في تصفيات مونديال 2010 وفوز 2-صفر في لياج ودياً في 7 حزيران/ يونيو 2011). يقول ضاحكاً مدرب إيطاليا تشيزاري برانديلي الذي لعب تحت إمرته في يوفنتوس بين 1979 و1985: «تراب؟ لا أريد تسميته لمعتقد خرافي، أعرف أفخاخه». يعتبر تراباتوني من أنجح المدربين في العالم على صعيد الألقاب (22 لقباً)، إذ أحرز ألقاب كأس الأبطال في أوروبا وكأس الاتحاد وكأس الكؤوس وكأس الإنتركونتيننتال. أحرز تراباتوني الدوري الإيطالي 6 مرات مع يوفتوس الذي قاده أيضاً إلى الفوز بمسابقة دوري أبطال أوروبا عام 1985، وكأس الاتحاد الأوروبي عامي 1977 و1993، وكأس الكؤوس الأوروبية عام 1984، كما قاد بايرن ميونيخ إلى إحراز الدوري المحلي عام 1997، وأصبح أول مدرب أجنبي يحرز لقب «البوندسليغا»، وإنتر ميلان إلى الفوز بكأس الاتحاد الأوروبي عام 1991. بعد النهائيات القارية، سيتابع تراباتوني مسيرته إلى مونديال البرازيل 2014، عندما سيكون في ال75 من عمره!».