تشارك جمهورية أيرلندا في نهائيات كأس أوروبا التي تقام في بولندا وأوكرانيا من 8 يونيو إلى الأول من يوليو للمرة الثانية في تاريخها بحظوظ تبدو في كل المقاييس ضعيفة. وأوقعت القرعة أيرلندا في المجموعة الثالثة الصعبة جدا والتي تضم إسبانيا حاملة اللقب وبطلة العالم وإيطاليا وكرواتيا، ويعلم مدربها الإيطالي جوفاني تراباتوني أن تخطي الدور الأول سيكون بمثابة إنجاز بعد أن خرج المنتخب الأيرلندي في آخر مشاركة له عام 1988 من هذا الدور. ولا يزيد تأهل جمهورية أيرلندا عن طريق الملحق بعد أن حلت ثانية في المجموعة الثانية خلف روسيا وأمام آرمينيا وسلوفاكيا ومقدونيا وأندورا، ثم تخطت استونيا (4-صفر ذهابا في تالين و1-1 إيابا في دبلن)، كثيرا من الأوراق لتكون لاعبا أساسيا في المجموعة الثالثة. وكان تراباتوني ومواطناه مددوا عقودهم بعد التأهل على أن تكون المهمة الرئيسة لهم تأهيل أيرلندا إلى نهائيات مونديال 2014 في البرازيل، وكل ما يتحقق من نجاحات حتى ذلك التاريخ أمر مرحب به من قبل الاتحاد الأيرلندي. ويدرك تراباتوني أن استمرار رجاله في المشوار الأوروبي من عدمه يتوقف على نتيجة المباراة الأولى، ويقول «إذا فزنا على كرواتيا في المباراة الأولى وهذا محتمل، ستكون الثانية مع إسبانيا.إذا فزنا في المباراة الأولى، ستكون الثالثة (ضد إيطاليا) هي الحاسمة». ويبدو أن تراباتوني على غرار الكثير من المدربين يبقي للحظ مكان في الفوز والخسارة ويؤمن أيضا أن لا كبير في كرة القدم، والدليل فوز الدنمارك باللقب وهي التي استدعيت في اللحظة الأخيرة عام 1992 لتحل محل يوغوسلافيا المشغولة بحرب داخلية أدت إلى تقسيمها. ويقول تراباتوني في هذا الصدد «الجميع كانوا يعتقدون ان برشلونة سيحرز دوري أبطال أوروبا لكنه خسر. الدنمارك مثلا كانت في إجازة وبعد أن استدعيت للمشاركة أحرزت كأس أوروبا عام 1992». ويشدد المدرب الإيطالي العجوز على «حكمة» مفادها أن الأفضل لا يفوز دائما، ويؤكد «نظريا، من الطبيعي القول أن المنتخبات الأقوى هي التي تفوز عادة، والمباراة تسعون دقيقة يعني أن هناك تسعين دقيقة. هناك مباريات تخسر فيها المنتخبات بلحظة واحدة نتيجة خطأ ما. هذه هي كرة القدم». واستدعى تراباتوني 23 لاعبا لمحطة بولندا حيث تلعب المجموعة الثالثة في الدور الأول والتي قد تشكل الفرصة الأخيرة لعدد من النجوم المخضرمين لإنهاء مسيرتهم الدولية في بطولة كبيرة على غرار روبي كين وداميان داف وريتشارد دان وجون أوشي والحارس شاي غيفن. ويعول المدرب الإيطالي على هذه المجموعة المحترفة بمعظم لاعبيها في الأندية الإنكليزية، ويوضح «ليس لدينا (الأرجنتيني ليونيل) ميسي أو اللاعب الخلاق والمبدع مثل (البرتغالي كريتسيانو) رونالدو، لكن لدينا منتخبا قويا بتنظيمه وتوازنه. أعتقد أن نظراءنا في المجموعة يحترموننا، وهم شاهدونا وأنا لدي أصدقاء في إيطاليا وكرواتيا، والمدربون يقولون إن أيرلندا منتخب قوي جدا». روبي كين