فيما يترقب المصريون انتخاب رئيس جديد للبلاد لحلِّ مشكلات عانوا منها على مدار أكثر من عام، زادت معاناة عموم المواطنين قبل أيام من تنصيب الحاكم الجديد، ما أثار تساؤلات حول ما إذا كان هناك تتضيق متعمد لدفع الناخبين في اتجاه ما. إذ يُسجّل ارتفاع للأسعار في شكل جنوني وغياب للرقابة واستفحال انتشار القمامة في الشوارع، فضلًا عن ندرة بعض السلع الاستهلاكية الضرورية، حتى إن بعض المصريين بات يجاهر بأنه يود الخلاص من «نظام الإخوان» ويترحّم على «نظام مبارك». ويُلاحظ أن شوارع القاهرة المزدحمة أصلاً ازداد ازدحامها على رغم ندرة السولار والبنزين، إذ تتراص السيارات في طوابير طويلة متوازية تصل لكيلومترات عدة في بعض الأوقات في انتظار تموين السيارة، وهي عملية باتت تشكل عبئاً على غالبية الأسر التي تخسر ساعات طويلة وهي تنتظر في الطوابير. كما أن سيارات الأجرة اضطر ملاكها إلى رفع التسعيرة لتعويض خسائرهم نتيجة الانتظار للحصول على الوقود، وهو أمر تسبب في مشاجرات بين سائقين ومواطنين. وقال حسين محمود (سائق تاكسي): «كرهت عملي بسبب البنزين، كلما انفرجت الأزمة عادت بعد فترة أكثر حدة... كيف لا تستطيع الحكومة السيطرة على هذه الأزمة، ولماذا لا يتدخل البرلمان لحل مشكلات الناس؟». وفي إطار متصل، لوحظ انتشار أطنان من تلال القمامة في شوارع القاهرة إلى درجة أن بعض الشوارع قد أُغلق بالكامل ما أثار استياء قاطنيها. وأضيف هذه الأيام إلى معاناة المصريين خصوصاً في المناطق المكتظة انقطاع التيار الكهربائي في أوقات متقطعة. وقال صلاح الدين أحمد (محاسب) وهو من سكان ضاحية الوايلي في القاهرة: «التيار الكهربائي ينقطع مرات عدة في أوقات النهار، فيما درجات الحرارة مرتفعة جداً ولا نقوى على الاستغناء عن مكيّفات الهواء». وأضاف: «غالبية السكان باتت ناقمة على الإخوان بسبب تكرار هذه المشكلات... انتخبناهم (في البرلمان) أملاً في عيشة أفضل لكن ذلك لم يتحقق، ولا أعلم هل يتحملون هم المسؤولية أم الحكومة؟». وإن كان ارتفاع الأسعار هماً يومياً في مصر منذ سنوات، إلا أن عدم الرقابة على الأسواق في الآونة الأخيرة زاد من استفحال ارتفاع الأسعار بما يلقي أعباء إضافية على كاهل البسطاء الذين يجدون قوت يومهم بصعوبة بالغة. وفي حين يرى بعض المواطنين أن آخر رئيس وزراء في عهد مبارك المرشح أحمد شفيق قادر على إيجاد حل لهذه المشكلات، يقول آخرون إن مرشح «الإخوان» محمد مرسي هو القادر على تحقيق ذلك. وبصرف النظر عن قدرة أي من المرشحين على تلبية تطلعات المواطنين، فإن أوساطاً إخوانية تقول إن الأزمات المتلاحقة التي يشهدها الشارع حالياً تبدو وكأنها تدخل في إطار «مؤامرة» لتشويه صورة البرلمان الذي تسيطر عليه الجماعة، وبالتالي إضعاف فرص مرشحها مرسي في الحصول على تأييد الناخبين المصريين.