شهدت شوارع مونتريال وساحاتها العامة ولادة فن شعبي جديد هو الأول من نوعه في تاريخ الفنون الكندية. فعلى خلفية القانون الصادر أخيراً عن «الجمعية الوطنية الكيبيكية»، والقاضي بتقييد حرية التعبير والتظاهرات (عدم تجاوزها 50 شخصاً وقمعها بالقوة وإحالة المخالفين على القضاء) التي ما زال الطلاب الجامعيون يقومون بها احتجاجاً على زيادة الرسوم الجامعية، انطلقت مسيرات ليلية ضخمة شاركت فيها مختلف الفئات الاجتماعية، رجالاً ونساء وأطفالاً، حاملين طناجر وصحوناً وأواني معدنية خفيفة. وضرب المشاركون على الطناجر بالملاعق أو السلاسل لتطلق ضجيجاً مزعجاً غير متجانس، تخالطه صيحات من الفرح والرقص والغناء والموسيقى كلٌ على طريقته الخاصة، علّ هذا الضجيج يزعج المسؤولين الذين صادروا حرية التعبير وجعلوا كيبيك صنواً لبعض الأنظمة القمعية. وانطلقت الدعوة إلى تنظيم الكرنفال وبرنامجه الذي يقام مساء كل يوم مدة 15 دقيقة، من موقع «فايسبوك». والحركة الفنية الاحتجاجية مستوحاة من تشيلي في سبعينات القرن الماضي عندما جُبه الديكتاتور اوغوستو بينوشيه بالتظاهرات المعروفة بالإسبانية باسم Casserola، وتكرّرت في بلدان أخرى كالأرجنتين وإيسلندا... واعتبرت الصحافة الكندية ان هذا النوع من الاحتجاجات «أشبه باحتفالية شعبية تحاكي في جوهرها الفنون التي تلتزم الدفاع عن بعض القضايا المطلبية».