قامت إحدى الأمهات الأميركيات وزوجها في ضاحية فرايدلي مينيا بوليس الأميركية - كما ذكر الخبر المنشور في معظم الصحف الأجنبية وبعض الصحف الإلكترونية السعودية - بتعنيف ابنتها البالغة من العمر 12عاماً، لأنها أهملت في دراستها وحصلت على علامات متدنية، لأن المدرسات لُمْنَ الأم، لأنها لم تعلم ابنتها أهمية حل الواجبات والفروض المدرسية. قامت الأم العنيفة وغير الناضجة بابتكار طريقة جديدة للعقاب، تتمثل بحلق شعر الفتاة تماماً وإجبارها على الوقوف في الشارع، وهي تلبس الحفاض الخاص بالرضع، وعليها قميص رياضي صغير فقط، وتلتقط القمامة إمعاناً منها في إذلالها، وعلى قولتنا «تربيتها»، على رغم أن هذه الطريقة من صوب، والتربية من صوب آخر، سواء هنا أم هناك. الذي هناك وليس هنا هو أن الجيران شاهدوا الفتاة، وهي تجمع نفايات الشارع، وهي بهذا الشكل، وتبكي بكاءً هستيرياً فلم يتدخلوا بتهدئة الخواطر! ولم «يتلقفوا» ويدخلوا بيت الأم وزوجها ليقنعوهما بإدخالها وإلباسها لباساً يليق بها، ولم يجبروهما على إرجاع شعرها المحلوق مثلاً لو كان بإمكانهم، بل عرفوا أن ما شاهدوه جريمة وانتهاك صارخ لحقوق طفلة فقاموا بالاتصال على الفور بالشرطة التي حضرت في غضون نصف ساعة، وقبضت على الأم وزوجها بتهمة معاقبة طفلة بصورة كريهة، ومن المنتظر رفع قضية لمعاقبة الأم وزوجها بعد أن تم احتجازهما. - أستطيع أن أكتب الآن مقالات عدة عن قيادة السيارات في الخارج بعدما سعدنا جداً بسماع فتوى أحد الشيوخ الذي التقى المبتعثات السعوديات وأسعدهن بسماع أن بإمكان المرأة السعودية قيادة السيارة في الخارج وكشف وجهها بمعايير معينة، سأفرد لها مقالاً منفصلاً، فقد عرفنا أن قيادة المرأة السيارة ليست محرمة وأن كشف الوجه ليس أم الكبائر، ولله الحمد (ليس هذا موضوعنا)، ولكنه مدخل للموقف الثاني فقد تعرضت صديقة ابنتي إلى موقف صعب أثناء قيادتها سيارتها في نيويورك فقد رجعت إلى الخلف وصدمت إحدى السيارات المتوقفة. وللأمانة فالفتاة نزلت وشاهدت السيارة المتضررة فلم تجد أية إصابات وانتظرت (بحسب الخبر) عشر دقائق وعندما لم يأتِ صاحب السيارة «دقت سلف» وغادرت المكان ففوجئت بالشرطة تحاصرها من جميع الجهات وقاموا بإعطائها غرامة لمخالفة HIT AND RUN، وهي مخالفة لا يستهان بها، لأن بها استخفافاً بحقوق الآخرين، فحاولت الفتاة إقناعهم بأنها توقفت بجانب السيارة عشر دقائق وأنها شاهدت وتفحصت السيارة فلم تجد أي أثر، فأخبرها الشرطي بأنه «يجب أن تسمعيها من صاحب السيارة» أو تتصلي بالشرطة لترك معلوماتك، وأيضاً لأنك لم تضعِي ملصقاً به رقم هاتفك على السيارة، لتوضيح حسن نيتك. استمعت إلى التفاصيل كاملةً فلم أجب سوى أنها المسؤولية المجتمعية التي تحتم علينا التصرف بحكمة وبصورة مهنية وواضحة للجميع لحماية المجتمع. [email protected] s_almashhady@