بنبرة غلب عليها الانكسار، وبحديث لفه الكثير من الأسى والحزن، تحدث المواطن محمد بن سالم الشمري «أبو لمياء» بكل حرقة عن تجربته المريرة ورحلته الشاقة لعلاج ابنته لمياء، ذات ال13 ربيعاً، والتي تعاني من عدم تخلق العجز، مع عدم القدرة على التحكم بعضلة العاصرة، والتشوه في الأجزاء الأخيرة من العمود الفقري، إضافة إلى تقفع ثني في الوركين، وتلين النسيج في أسفل الركبتين، وهو ما اضطر الأطباء في وقت سابق إلى إجراء جراحة بتر للطرفين السفليين،على رغم الحال العقلية الجيدة للطفلة، التي مكنتها من البدء في مشوارها الدراسي والتفوق على زميلاتها. وكان للدعم السخي والتبرع الكريم من الأمير سلطان بن عبدالعزيز - رحمه الله - دور في ممارسة لمياء حياتها الطبيعية، إذ أتاح لها فرصة العلاج الخارجي، بعد أن اتضح عدم قدرة المستشفيات السعودية على علاج مثل هذه الحالات، وكانت النتائج إيجابية، إذ تم تركيب أطراف اصطناعية للمياء. إلا أنه وبعد مرور ست سنوات من تركيب هذه الأطراف الاصطناعية، ونتيجة للنمو المستمر، والتقدم في العمر، لم تعد الأطراف مناسبة واتضحت الحاجة الماسة إلى تغييرها، ولا سيما بعد أن أثرت سلباً في منطقة الحوض والأوتار وتقوس الفخذين، نتيجة الانقطاع عن أداء التمارين اللازمة، وقد اضطرها ذلك في النهاية لأن تبقى حبيسة الكرسي المتحرك. ويقول أبو لمياء: «تواصلت مع الجهات المعنية، وتم عرض القضية على الكثير من مستشفيات الداخل، وكان من بينها مستشفى القوات المسلحة في الرياض، ومستشفى الملك فيصل التخصصي، «والذي عرض الحالة على استشاري العظام الدكتور زايد الزايدي، الذي أبلغنا بضرورة تحويلها إلى مستشفى خارج المملكة متخصص في العظام». ويتابع: «تواصلي الأول حول وضع لمياء كان قبل سبع سنوات، مع عدد من المسؤولين، وأصحاب الأيادي البيضاء، وكذلك مع الجهات الصحية، وتمت إحالتنا إلى مستشفى متخصص للعظام في ألمانيا، وهناك جرى تركيب الأطراف لابنتي». وبين أبو لمياء أنه بعد مخاطباته مع وزارة الصحة، لم يسفر الأمر عن شيء يذكر، سوى على رغم أن الوزارة وعدت بالتفاعل والنظر الجدي في الموضوع، مضيفاً: «الوزارة أربكتني وجعلتني في حيرة من أمري، فلم يصلني منها جواب، ففقدت الأمل والتوجه نحو أصحاب الأيادي البيضاء، فلست طالباً للمشكلات» ويسكن أبو لمياء وأسرته في قرية في حائل بالقرب من النفود، ويعتمد في مصدر رزقه ومعاشه اليومي على «مزرعة صغيرة فيها بعض الأغنام يساعده شقيقه في إدارتها والاهتمام بها». تقارير توصي بعلاجها في الخارج