اعتذرت رئيسة ليبيريا إيلين جونسون سيرليف عن ارتفاع عدد حالات الوفاة بين مسؤولي الرعاية الصحية في البلاد الذين يكافحون فيروس «إيبولا» الذي أدى الى وفاة حوالى ألف شخص في غرب أفريقيا، فيما شددت موريتانيا المراقبة الصحية على حدودها الجنوبية المتاخمة للسنغال ومالي. وتعهدت سيرليف تأمين نحو 18 مليون دولار لمكافحة الفيروس، يُخصّص جزء منه للعاملين في قطاع الصحة، للمساهمة في موازنة التأمين والتعويض في حال الوفاة، ولتمويل تأمين عدد أكبر من سيارات الإسعاف وزيادة عدد مراكز العلاج. وقالت أمام مئات من موظفي الصحة: «لو لم نكن فعلنا ما يكفي حتى الآن، عليّ أن أعتذر منكم». وخسرت ليبيريا ما لا يقل عن 3 أطباء بسبب الفيروس، و32 من العاملين في مجال الصحة. ووصفت منسقة الطوارئ في ليبيريا لدى «اطباء بلا حدود» الوضع في العاصمة منروفيا بأنه «كارثي»، فيما أعلنت سيراليون وفاة طبيب بارز اثر إصابته بالمرض، بعد معالجة مريض في مستشفى في العاصمة فريتاون. ويُعتبر تفشي «إيبولا» في غرب افريقيا، لا سيّما غيينا وسيراليون وليبيريا، الأسوأ في التاريخ. وأعلنت منظمة الصحة العالمية أنه يمثّل حال طوارئ صحية دولية، مرجحة أن يستمر في الانتشار لأشهر. وأُعلِنت حال طوارئ عامة في سيراليون وليبيرياونيجيريا. وسُجلت في نيجيريا 13 حالة، بين اصابات مؤكدة ومحتملة او يشتبه بها، بينها اصابتان قاتلتان وفق حصيلة لمنظمة الصحة العالمية. ودعت السلطات النيجيرية مواطنيها الى التطوع للمشاركة في اتخاذ التدابير الكفيلة بمحاصرة الوباء، بسبب نقص في عدد الطواقم الطبية. ورصدت أبوجا نحو 11.5 مليون دولار لمكافحة «إيبولا»، فيما قررت السلطات الصحية الاميركية زيادة مساعداتها لنيجيريا، بالطواقم والمعدات. وكانت غينيا أعلنت السبت إغلاق حدودها مع سيراليون وليبيريا، لمنع المصابين بالفيروس من دخول اراضيها حيث توفي بسببه ما لا يقلّ عن 367 شخصاً منذ آذار (مارس) الماضي. ولكن التلفزيون الرسمي أعلن لاحقاً أن الحدود مع البلدين ما زالت مفتوحة، مشيراً الى «اتخاذ تدابير صحية عند المراكز الحدودية». في السياق ذاته، أعلنت موريتانيا «تشديد المراقبة الصحية على الحدود مع مالي والسنغال»، لتأمين «كشف منهجي للمرض لدى المسافرين». وقال مسؤول في وزارة الصحة: «لم تُرصد أي حالة مشبوهة في موريتانيا». وأوردت وسائل اعلام خاصة أن ثمة قراراً بإقفال الحدود ليلاً مع مالي. الى ذلك، أعلنت المنشآت الأميركية الثلاث التي أنشأتها الولاياتالمتحدة لصنع لقاحات وعلاجات في شكل سريع لمواجهة أي تهديد ضخم للصحة العامة، استعدادها لمساندة جهود واشنطن لزيادة علاج «إيبولا». وأنشأت وزارة الصحة والخدمات الانسانية المنشآت الثلاث بالشراكة مع القطاع الخاص، للاستجابة للأوبئة أو التهديدات الكيماوية أو البيولوجية أو الإشعاعية أو النووية. وتتمتع المنشآت الثلاث بخبرة لتحويل خطوط الانتاج بسرعة لصنع لقاح للجدري مثلاً، إذا عاود ظهوره، أو مصل الجمرة الخبيثة ومركبات أخرى تنقذ الحياة في مواجهة حالات التفشي الطبيعي للأمراض والإرهاب البيولوجي. وبدأت وكالات الصحة العالمية درس هل ستصنع أدوية تجريبية اختُبِرت غالبيتها على القردة، لإتاحتها للمرضى في دول غرب أفريقيا حيث يتفشى «إيبولا».