قُتل 39 شخصاً أمس، بتحطّم طائرة بعد إقلاعها من مطار مهرباد جنوبطهران. والطائرة تابعة لشركة «سباهان» الإيرانية، وهي من طراز «آي إن 140» المصنوعة برخصة في إيران، لطراز «أنتونوف 140» الأوكراني الصنع. وكان النموذج الأول لهذه الطائرة تحطّم عام 2009، خلال رحلة تجريبية في أصفهان، ما أوقع 5 قتلى. لكن الطائرة تُستخدم منذ ذلك الحين للرحلات الداخلية. واعتبر النائب الإيراني مهرداد لاهوتي أن ذاك الحادث كان يجب أن يشكّل إنذاراً، وتابع: «زار نواب موقع إنتاج الطائرة، وأعربوا عن قلقهم في شأن (سلامتها). كان على الشركة ألا تسمح بتشغيل الطائرة، لتجنّب حادث مشابه». وبثت قناة «العالم» الإيرانية أن الطيار الذي كان يقود الطائرة، أوكراني الجنسية، مذكّرة بأن إيران «أقصت قبل سنتين الطائرات الروسية من طراز توبولوف من أسطولها الجوي»، بعد حوادث تحطّم. الطائرة التي كانت تقوم برحلة داخلية بين طهران ومدينة طبس شرق البلاد، كانت تقلّ 40 راكباً و8 من الطاقم. وبثّ التلفزيون الرسمي أن الطيار رصد مشكلة فنية، بعد 4 دقائق على الإقلاع، وحاول العودة إلى المطار، لكن الطائرة تحطّمت في حي آزادي (الحرية) السكني المخصص للعسكريين وعائلاتهم، ويبعد حوالى 5 كيلومترات من المطار. وقال رئيس منظمة الطيران المدني علي رضا جهانغيريان: «إن الطائرة تحطمت على أشجار، ولا ضحايا على الأرض»، لافتاً إلى أنها قد تكون انحرفت عن مسارها أثناء إقلاعها. أما محمد إيلخاني، المدير التنفيذي لشركة المطارات الإيرانية، فبرّر الحادث ب«عطل فني في محرك» الطائرة. وكانت وسائل إعلام أوردت أن الطيار تجنّب بصعوبة المباني وسوقاً مكتظة، قبل أن تتحطم الطائرة وتصطدم بجدار إسمنتي لثكنة سلاح الجو. ونقلت وكالة «فارس» عن شاهد قوله: «كان مشهداً رهيباً. ذيل الطائرة سقط على الطريق وسقطت الطائرة على بعد 500 متر من سوق، لو سقطت فوقها لسبّبت موت عدد ضخم من الأشخاص». وأفادت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) بمقتل 39 شخصاً ونجاة 9، بثّ التلفزيون الرسمي أنهم أُدخلوا مستشفى في حال حرجة. ونقلت «إرنا» عن هيئة الطيران المدني أن بين الركاب رضيعينِ و3 أطفال. وأعلن مسؤول إيراني أن السلطات لم تعثر بعد على الصندوق الأسود للطائرة، فيما نفى «الحرس الثوري» أن يكون مالك الطائرة المحطمة. ووقع آخر حادث جوي ضخم في إيران، في كانون الثاني (يناير) 2011 عندما تحطمت طائرة مدنية في شمال البلاد، ما أوقع 80 قتيلاً. وشهد قطاع الطيران الإيراني حوادث متكررة، تحمّل طهران العقوبات الدولية مسؤوليتها، إذ تحول دون شراء شركات الطيران الإيرانية طائرات جديدة أو قطع غيار لتجديد أسطولها المدني المتهالك. على صعيد آخر، قال مجيد تخت روانجي، نائب وزير الخارجية الإيراني، إن بلاده لن تقبل تقليص برنامجها لتخصيب اليورانيوم لتحويله مجرد «لعبة»، في أي اتفاق نهائي تبرمه مع الدول الست المعنية به. وأضاف: «هناك إطار دقيق لبرنامجنا، ولا يمكن أن نقبل أي شيء خارجه. نفاوض ضمن خطوط حمر، ولن نتراجع سنتيمتراً واحداً. يجب أن يكون (الغرب) واقعياً وألا يغرق في أوهام».