ضمن مساعي الحكومة الكردية لدمج ما تبقى من الوزارات التي انقسمت بين إدارتي اربيل والسليمانية ، أعلن رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني أن نهاية العام الحالي ستشهد توحيد قوات «البيشمركة» بعيداً من «التوجهات الحزبية»، فيما أعلن زعيم حركة «التغيير» المعارضة أن حركته غير مرتبطة بأي «التزامات» سياسية مع أطراف الصراع داخلياً وخارجياً ما لم تستند إلى مصالح الشعب الكردي. وقطع الحزبان الكرديان الرئيسان خطوات متسارعة وفي مدة «قياسية» لتوحيد إدارتي اربيل والسليمانية اللتين تشكلتا على وقع حرب أهلية خاضها الطرفان منتصف التسعينات من القرن الماضي، ويرى مراقبون أن هذا التسارع بعد سنوات من «السبات» مرتبط بشكل مباشر بسعي حزبي بارزاني والرئيس جلال طالباني إلى تطويق حجم الانتقادات الموجهة إليهما محلياً، وخصوصاً من أقطاب المعارضة، فضلاً عن تحصين «البيت الكردي» في مواجهة أزمة متصاعدة مع الحكومة المركزية في بغداد. وقال بارزاني خلال مؤتمر عقد في اربيل امس لتحديد «يوم للبيشمركة» إن «علينا تحديد يوم خاص للبيشمركة بعيداً من الانتماء الحزبي باتفاق جميع الأطراف»، وأضاف «نهاية العام الحالي ستشهد توحيد جميع قوات البيشمركة في عموم الإقليم». وبشأن تطورات الأزمة القائمة مع بغداد ذكر بارزاني أنه «على اتصال مباشر مع الرئيس طالباني للخروج بحل مناسب يصب في صالح الشعوب العراقية والإقليم». ودعا زعيم «حركة التغيير» التي تقود المعارضة في الإقليم نوشيروان مصطفى في اجتماع للحركة مع النواب والمسؤولين الأكراد في الإقليم وبغداد، إلى «صون مصالح الشعب الكردي، لكن مع فصل مهمات وطبيعة مسؤوليات الهيئتين، واعتماد المؤسسات الدستورية في الحكومة الفيديرالية منطلقا لإدارة الصراع بين الإقليم وسائر القوى العراقية، وعلى أساسه نقترح تشكيل هيئة وطنية مهمتها الرئيسية جعل الحوارات والصراعات مع بغداد ذات صبغة وطنية». وأوضح مصطفى أن حركته «تراقب الأوضاع عن كثب، لكنها غير معنية بأي التزامات سياسية مع أي من أطراف الصراع داخلياً وخارجياً، ما لم تستند إلى مصالح الشعب الكردي، وحركتنا تمتلك الاستقلالية التامة في قراراتها، وباستثناء المشروع السياسي المشترك مع أطراف المعارضة في كردستان، فإننا لا نرتبط بأي علاقات غير شفافة مع أي طرف داخلي أو خارجي».