في ظل ما يواجهه الشباب السعوديون المبتعثون في الخارج من انتقادات حادة طيلة الفترة الماضية، والتشكيك المتصاعد في نزاهتهم وسلوكياتهم، دافع عضو مجلس الشورى الدكتور خالد بن إبراهيم العواد عن الشباب السعودي بكل قوة، وأكد أنهم كانوا (المبتعثون) سبباً في ضم كثير من الأجانب للإسلام، وذلك بسبب تأثرهم من أصدقائهم السعوديين الدارسين معهم على توجهاتهم العقدية، خصوصاً من فئة «النساء»، معتبراً أن المؤسسات الدينية في المملكة تتعامل مع الشباب ب«تقليدية». وقال العواد في محاضرته «الشباب السعودي إلى أين؟» التي عقدها أول من أمس في منتدى العُمري في الرياض، أنه اكتشف خلال دراسته بالخارج أن النساء الأجنبيات هم أكثر الفئات الدخول إلى الإسلام وذلك بسبب تأثير أصدقائهن السعوديين عليهم. وشدد العواد من واقع دراسات اطلع عليها، على أن غالبية فئة الشباب يميل إلى «التدين» وأنهم يتميزون بالانفتاح الفكري، مؤكداً أن المؤسسات الدينية في المملكة تتعامل مع الشباب ب«تقليدية» وأن خطابها تجاههم بحاجة إلى تطوير، وأن دور العلماء والخطباء تجاه الشباب بدأ في «التناقص» عما كان عليه في السابق، مبدياً في الوقت نفسه اختلافه مع الإحصاءات التي أفرزها برنامج «حافز» عن حجم البطالة في المملكة، وقال: «إن الحقيقة تؤكد بأن حجم البطالة يفوق 1.5 مليون شخص «عاطل» عن العمل». وذكر عضو الشورى أن الدراسات الأخيرة أثبتت معاناة الشباب من عدم ثقة المجتمع بهم، وعدم إشراكهم في الحياة العامة، وعدم تلبية متطلباتهم، خصوصاً في التخصصات الجامعية، وقال: «إن التحديات التي تواجههم انصبت حول كلفة المعيشة والحياة، وهو ما ثبت من خلال إحصاء وزارة الاقتصاد والتخطيط التي بينت أن نسبة كبيرة من الشباب لا يتزوجون إلا بعد تجاوز أعمارهم حاجز ال 30 عاماً، بينما الفتيات يتخطين 28 عاماً». وكشف العواد أن بعضاً من نسبة الشباب يعاني من الفراغ، وأن هذا مؤشر خطر للتأثير على أفكارهم إن لم يتدارك، خصوصاً مع ازدياد نشاط منظمات دولية حول السعودية تستهدف فئة الشباب تحديداً، ودعا إلى إشراك الشباب في مجلس الشورى بدءاً من الدورات المقبلة، وضرورة فتح الحوار مع الشباب واحتوائهم، واصفاً مشاركة تلك الفئة تطوعياً ب «الضعيف».