وضع رئيس الحكومة الليبية الانتقالية الدكتور عبدالرحيم الكيب إكليلاً من الورد على النصب الذي يخلّد ذكرى الشرطية إيفون فلتشر التي قُتلت بالرصاص عام 1984 خلال حمايتها متظاهرين يقومون باحتجاج أمام السفارة الليبية في لندن. وكان الكيب قد تعهد لرئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أول من أمس بأن ليبيا ستتعاون في تحقيقات الشرطة البريطانية في جريمة قتل فلتشر. وقال كيب لكاميرون إن «قضية فلتشر تعني لي شخصياً، كان اصدقائي يتظاهرون في ذاك اليوم قرب السفارة». وأعلن كاميرون، من جهته، أن فريقاً من محققي الشرطة البريطانية سيتوجه قريباً إلى طرابلس لمتابعة التحقيقات في مقتل فلتشر. ولم توجّه التهمة رسمياً إلى أحد من المتورطين بقتل الشرطية، على رغم أن الحادث أدى إلى قطع العلاقات الديبلوماسية بين لندن ونظام معمر القذافي. وتأمل بريطانيا الآن بأن الحكم الليبي الجديد يمكنه أن يساعد في جلاء ملابسات ما حصل في حادث السفارة بما في ذلك اعتقال المتورطين وتقديمهم للقضاء. وألقى الكيب محاضرة صباح أمس في المعهد الملكي للدراسات الدولية (تشاتام هاوس) في لندن تحدث فيها عن التوجه الذي تبنته حكومته «في التركيز على الشفافية ومحاربة الفساد في القطاعين الإداري والمالي»، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء الليبية الرسمية. وأوضح الكيب أن حكومته «لا تقوم بتوقيع العقود جزافاً، ولكن بعد فحص وتدقيق شديدين في إطار من الشفافية والمسؤولية سعياً لترسيخ هذا المبدأ في العمل المؤسساتي المستقبلي في ليبيا بعد ثورة السابع عشر من فبراير». وأكد أن ليبيا ستحترم العقود التي تم إبرامها «بغض النظر عمن قام بتوقيعها»، في إقرار بأنها لن تلغي العقود الموقعة خلال حكم العقيد الراحل معمر القذافي. وأضاف أن الحكومة الليبية «لا ترى حرجاً في الإعلان عن أي ضغوطات تمارس عليها لأن الأساس هو الشفافية والمسؤولية».