تُواصِل السلطات البريطانية الاستماع إلى أقوال وزير الخارجية الليبي المنشق موسى كوسة، الذي تخلّى عن نظام العقيد معمر القذافي وفرَّ إلى بريطانيا الأسبوعَ الماضي. ويُعتقد أن مسؤولين في الاستخبارات وديبلوماسيين بريطانيين يتولون استجواب كوسة، الذي يُعتبر «خزنة أسرار» نظام القذافي، بحكم عمله لعقود في مجال الاستخبارات الخارجية. ووصل كوسة ليلة الأربعاء إلى مطار قريب من لندن بطائرة خاصة أقلّته من تونس، وأبلغ البريطانيين أنه لم يعد راغباً في تمثيل القذافي. وأوضح وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، أن كوسة ليس موقوفاً، بل موجود في «مكان آمن» لم يحدده. ونقلت عنه هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، أن كوسة «لم يُمنح حصانة (من المحاكمة) ولم يطلبها، ليس هناك صفقة». وأضاف: «لقد اختار أن يأتي إلى المملكة المتحدة بملء حريته. إنه لأمر جيد أنه اختار ترك هذا النظام الاستبدادي الدموي، لأن ذلك يُضعف ذلك النظام». ويريد محققون في الشرطة الإسكتلندية ومحامون من هيئة الادعاء الإسكتلندي، أن يتحدثوا إلى كوسة في شأن معرفته بملابسات قضية تفجير طائرة «بان أميركان» فوق مدينة لوكربي الإسكتلندية عام 1988، وهو الحادث الذي أدى إلى مقتل 270 شخصاً. ودان القضاء الإسكتلندي الليبي عبدالباسط المقرحي عام 2001 بجريمة التورط في تفجير الطائرة، لكن الحكومة الإسكتلندية أفرجت عنه قبل عام ونصف لأسباب إنسانية، نتيجة إصابته بمرحلة متقدمة من السرطان. ودفعت ليبيا تعويضات لذوي ضحايا تفجير الطائرة، لكنها لم تُقر سوى بالمسؤولية المعنوية عن الحادث. وسيلتقي مسؤولو الشرطة والادعاء الإسكتلندي اليوم الإثنين مع مسؤولين في وزارة الخارجية في لندن للبحث في إمكان الاستماع إلى أقوال كوسة في شأن تفجير لوكربي. وقال هيغ: «إنه لأمر جيد أننا نستطيع أن نتحدث معه عن الوضع في ليبيا والشرق الأوسط، نتيجةَ معرفته الواسعة بذلك». وأضاف: «مكتب الادعاء في إسكتلندا يريد أن يتحدث إليه في شأن ما حصل في الماضي، مثل لوكربي... وهذا أيضاً أمر ليس سيئاً، فنحن نريد معلومات أكثر عن أحداث الماضي». وقالت وزيرة الظل في حكومة حزب العمال المعارض ايفيت كوبر، إن كوسة لا يجب أن يُمنح أيَّ حصانة من المحاكمة. وقالت: «أعتقد أنه من المهم جداً أن يتم استجوابه في شكل صحيح في شأن ملابسات لوكربي، ولكن أيضاً في شأن ما حصل للشرطية إيفون فلتشر»، وهي شرطية قُتلت برصاص انطلق من السفارة الليبية في لندن عام 1984 عندما كانت تحرس تظاهرة نظمها معارضون ليبيون أمام المكتب الشعبي الليبي.