لا يستطيع النهوض من مكانه. يتألم ويخجل كثيراً عندما يريد التعبير عن قضاء حاجته، وترى الحزن في وجهه، لا يتكلم كثيراً، فقط يهز رأسه، ويرفع يديه أعلى مناجياً ربه بصمت. وزنه الزائد وسمنته المفرطة، إضافة إلى إصابته بمرض «داء الفيل» تمنعه من المشي أو السير بشكل طبيعي، إضافة إلى أن قدمه اليمنى وحدها بلغ وزنها أكثر من 80 كيلوغراماً. محمد البالغ من العمر 30 عاماً حرم من التمتع بشبابه، فهو لا يغادر منزله نتيجة العجز عن الحركة. وتقول شقيقته الكبرى: «محمد يعاني من مرض نادر هو داء الفيل، ويعتبر الحالة الثامنة في السعودية بحسب أقوال أطباء مستشفى الملك فهد في الحرس الوطني، الذين أكدوا أنه عبارة عن انسكاب السائل اللمفاوي خارج الأوردة، ويعرف أيضاً باسم قدم الفيل»، موضحة أن وزنه يصل إلى نحو 200 كيلوغرام. وتتابع: «تصعب علينا العناية بشقيقي، فوزنه ثقيل جداً ولا نستطيع حمله، وقد أدخلناه مستشفى الملك فهد الحرس الوطني، ووضع في قسم العناية المركزة، إذ كان حينها في حال حرجة وخطرة بسبب تسمم في الدم، ومكث في العناية المركزة ثلاثة أشهر». وتضيف بنبرات حزينة: «في ذلك الوقت لم يأت مختص يعالج أخي من مرض داء الفيل، ونتيجة لذلك فقد بعدها القدرة على المشي، وأصبح طريح الفراش منذ خمسة أعوام، وقدمه تزيد في التورم يوماً بعد يوم والخطر عليه يزيد، لأنه معرض في أية لحظة للإصابة بالجلطة الدموية». ولا تخفي شقيقة محمد أنها تكبدت الكثير من الديون والالتزامات المالية من أجل علاج شقيقها، ما اضطرها إلى إيقاف العلاج، «لم استطع أن استمر في دفع تكاليف العلاج، خصوصاً عندما قصرت في دفع إيجار السكن، خصوصاً أن دخلنا الشهري لا يزيد على 800 ريال شهرياً من الضمان الاجتماعي، وهو مبلغ لا يفي بأبسط حاجاتنا الضرورية»، متسائلة: «كيف ندفع الإيجار ونشتري الأدوية؟ هذا مكلف وفوق طاقتنا، ونحن فتيات لا حول لنا ولا قوة». وتلفت شقيقة محمد إلى أنه من ذوي الاحتياجات الخاصة «متلازمة داون»، ويعاني من هذا المرض منذ أكثر من خمسة أعوام، معتبرة أن تأخير علاجه وبقاءه على هذه الحال المتردية يهدد حياته.