تنهض بصعوبة وتتألم عندما تريد التعبير عن حاجاتها، ترى الحزن في عينيها عندما تريد الإمساك بالأشياء، ولكن وزنها الزائد وسمنتها المفرطة تمنعانها من المشي أو السير بشكل طبيعي. بشائر ذات ال16 خريفاً حُرمت من طفولتها واللعب والدراسة مع أقرانها، نتيجة العجز عن الحركة. وتقول والدة بشائر: «بعد ولادة ابنتي كان وزنها طبيعياً كغيرها من المواليد، ولكن مع مرور السنوات لاحظت بأنها تأخرت في النطق والكلام، وكان ذلك واضحاً من خلال عدم إجادتها الحديث بطلاقة»، موضحة بأنها اعتقدت في البداية أن المشكلة طبيعية وستزول مع الوقت، ولكنها لم تتمكن من الكلام على رغم بلوغها السابعة من عمرها. وتضيف: «ذهبت بها إلى اختصاصي النطق وصعوباته في مستشفى الملك عبدالعزيز في جدة ولكن من دون جدوى، وبعد ذلك انتقلت إلى معركة العيادات الخاصة وكانت قيمة جلسة اختبارات الذكاء أكثر من ثلاثة آلاف ريال، وسعر الساعة الواحدة لعلاج النطق ب150 ريالاً». ولا تخفي الأم أنها تكبدت الكثير من الديون والالتزامات المالية بعد رحلة طويلة مع الأطباء والمستشفيات، ما اضطرها إلى إيقاف العلاج، «لم استطع إكماله، وفي إحدى المرات صرفت مبلغ عشرة آلاف ريال في أسبوع واحد قيمة عيادات النطق الخاصة واختبارات الذكاء». لم يتوقف الأمر على وزن بشائر الذي وصل إلى 115 كيلوجراماً، بل إن صحتها باتت مهددة، إذ حذر الأطباء من إصابتها بمرض السكري إذا لم تعالج السمنة المفرطة، خصوصاً أنها بقيت محتجزة في المنزل لا تستطيع الحركة أو قضاء مستلزماتها على رغم أنها تتمتع بذاكرة قوية. سوء الحال الصحية لوالدة بشائر منعها من علاجها، لأنها أجرت جراحات عدة في الركبتين، إضافة إلى تقدمها في العمر وعدم وجود دخل يؤمن معيشتهم سوى الراتب التقاعدي لوالدها، الذي لا يتجاوز 3000 ريال. وترمي أم بشائر بالمسؤولية على المستشفيات الحكومية، التي تسبب تأخر مواعيدها في تأخير فرصة شفائها، مطالبة أهل الخير مساعدتها أو إلحاقها في أحد مراكز علاج النطق والتخاطب.