«الحياة»، أ ف ب، رويترز - واصلت القوات السورية النظامية قصف مدينة الرستن في حمص وسط سورية حيث أسفرت أعمال العنف في عدد من مناطق البلاد عن مقتل سبعة أشخاص، بحسب ما أفاد ناشطون والمرصد السوري لحقوق الإنسان. وتحدث ناشطون عن سماع دوي انفجار في دمشق وسط قصف استهدف مناطق في حلب وحمص وإدلب وريف حماة، واستمرار خروج التظاهرات المناوئة للنظام. وأشارت الهيئة العامة للثورة السورية إلى تصاعد أعمدة الدخان في منطقة بساتين برزة والقابون في دمشق بالقرب من فرع الاستخبارات الجوية، في ظل سماع لصوت القذائف. بدوره ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن دوي انفجار سمع صباح أمس في العاصمة السورية دمشق، إلا أنه لم ترد بعد معلومات عن مكان وقوع الانفجار. وكان ناشطون أفادوا باقتحام حي برزة بالمدرعات وسط إطلاق نار وحملة اعتقالات ومداهمات واسعة، وأضافوا أن انتشاراً أمنياً كثيفاً سجل في جوبر ودمر والقدم بدمشق. واستمر قصف الجيش على مدينة الرستن في ريف حمص التي يتحصن فيها عدد كبير من المنشقين عن القوات النظامية ومن بينهم ضباط برتب رفيعة، بحسب ما أفاد ناشطون في المدينة. وأفاد المرصد أن مجموعة من القوات النظامية حاولت التسلل إلى داخل المدينة، مشيراً إلى أن وتيرة القصف تصل إلى قذيفة في الدقيقة. وبث ناشطون سوريون صوراً تظهر قصف الجيش النظامي حي القصور في مدينة حمص. وظهرت ألسنة اللهب تتصاعد من أحد المنازل بعدما قصفه الجيش النظامي، بحسب ما قال ناشطون. ويتزامن القصف مع وجود المراقبين الدوليين في المدينة. وتحاصر القوات النظامية هذه المدينة منذ أشهر وقد حاولت اقتحامها مرات عدة منذ سيطرتها على حي بابا عمرو في مدينة حمص مطلع آذار (مارس). وفي الرابع عشر من الشهر الجاري تكبد الجيش النظامي خسائر كبيرة عند مدخل المدينة أثناء محاولته اقتحامها. وقتل مواطن في القصير في المحافظة نفسها برصاص قناص وفقاً للمرصد. وتتعرض أحياء مدينة حمص لقصف القوات النظامية بالتزامن مع سماع أصوات طلقات رشاشات ثقيلة. وأفاد المرصد بمقتل مواطن في حي جورة الشياح برصاص القوات النظامية. وفي دمشق، أفاد المرصد السوري بمقتل ثلاثة أشخاص في انفجار عبوة ناسفة استهدفت حافلة على طريق مطار دمشق الدولي، ولم يحدد المرصد ما إذا كانت الحافلة مدنية أو عسكرية. وسمعت أصوات انفجارات ليلاً في حرستا والقطيفة والمعضمية التي سقط فيها جرحى بنيران القوات النظامية، ودوما التي دارت فيها اشتباكات بين الجيش ومنشقين. وفي درعا جنوب البلاد، قتل مواطن برصاص حاجز أمن في أنخل. وفي بلدة الشيخ مسكين اعتقلت القوات النظامية عدداً من الشبان اثر حملة مداهمات. وفي حلب (شمال)، قتل مواطن في بلدة عندان برصاص القوات النظامية. في موازاة ذلك، نفذ محامون ومواطنون في مدينة حلب اعتصاماً أمس في القصر العدلي في المدينة للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين على خلفية الاحتجاجات، بحسب ما أفاد ناشطون في المدينة والمرصد السوري. وقال الناطق باسم اتحاد تنسيقيات حلب محمد الحلبي في اتصال مع وكالة فرانس برس: «لليوم الثاني على التوالي يعتصم محامو حلب الأحرار داخل قصر العدل في المدينة للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين، ومن بينهم عدد من المحامين». واضاف الحلبي أن عدد المعتصمين يجاوز الألف، وأن المشاركين فيه يرفعون لافتات تضامناً مع جامعة حلب التي قتل فيها أربعة طلاب برصاص الأمن اثر تظاهرة تنادي بإسقاط النظام في الثالث من الشهر الجاري. وذكر المرصد السوري أن قوات الأمن تعمل على تفريق الاعتصام في قصر العدل، مشيراً إلى اعتقال عدد من المشاركين فيه. وكان اعتصام آخر أقيم أول من أمس للمطالبة بالإفراج عن شابة أوقفت خلال تظاهرة، أسفر عن الإفراج عنها، بحسب الحلبي. وخرجت تظاهرة في حي الفردوس أمس تطالب بإسقاط النظام فرقتها قوات الأمن بإطلاق الرصاص، بحسب المرصد الذي أشار إلى اشتباكات تدور في الحي. وتشهد حلب منذ أشهر تصاعداً في الاحتجاجات الطلابية والنقابية والتظاهرات. كما تشهد تصاعداً في حركة المنشقين. وفي درعا، خرج أكثر من 15 ألف شخص في تشييع شخصين قتلا اثر تفجير وبرصاص الأمن ليلاً في داعل. وتحول التشييع إلى تظاهرة طالبت برحيل النظام، بحسب المرصد. وأسفرت أعمال العنف أول من أمس عن مقتل 26 شخصاً من بينهم 14 مديناً و12 جندياً، ليرتفع عدد القتلى منذ إعلان وقف إطلاق النار في 12 نيسان (أبريل) إلى حوالى 1500، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وتسري تكهنات بين أوساط المعارضين السوريين للرئيس بشار الأسد حول مصير آصف شوكت، زوج شقيقته وأحد أركان نظامه، اثر معلومات تحدثت عن «اغتياله» و «دفنه» في بلدة المدحلة في محافظة طرطوس الساحلية. وآصف شوكت من مواليد عام 1950، شغل منصب رئيس الاستخبارات العسكرية، ورئيس هيئة الأركان، وهو متزوج من بشرى شقيقة بشار الأسد، وينظر إليه المعارضون على أنه أحد كبار الشخصيات المتورطة في قمع الاحتجاجات. وبدأت هذه التكهنات عقب إعلان المجلس العسكري لدمشق وريفها، الذي يضم العسكريين المنشقين عن القوات النظامية في العاصمة ومحيطها، تنفيذ عملية الأحد استهدفت ستاً من كبار الشخصيات الأمنية في البلاد، أو ما سموه «خلية إدارة الأزمة». وإضافة إلى آصف شوكت، تحدثت المعلومات عن استهداف وزير الداخلية محمد الشعار، ووزير الدفاع داود راجحة، وهشام بختيار رئيس جهاز الأمن القومي، وحسن تركماني معاون نائب القائد العام للجيش والقوات المسلحة، ونائب رئيس حزب البعث محمد سعيد بخيتان. غير أن تركماني والشعار ظهرا على شاشة التلفزيون السوري مكذبين خبر اغتيالهما، ومتهمين قناتي «الجزيرة» و «العربية» اللتين نقلتا الخبر، ببث أخبار كاذبة. وأمس كتب ناشطون على صفحات معارضة على فيسبوك «آصف شوكت يدفن في هذه الاثناء في قرية المدحلة في محافظة طرطوس»، موضحين انه مات مسموما. وتتردد أخبار بين الناشطين المعارضين أن قرية المدحلة مسقط رأسه تعيش أجواء حداد وترفع فيها الأعلام السود، وأن جثمان شوكت نقل إلى مستشفى جرى إجلاء المرضى منه منذ ليل أول من أمس. ولم يتسن التأكد من أي من هذه الأنباء. كما لم يتسن الاتصال بالسلطات السورية للوقوف على حقيقة هذه الأخبار. وحتى الآن، عجز مراقبو الأممالمتحدة ال270 المنتشرون في سورية عن ضمان احترام وقف إطلاق النار الذي أعلن رسمياً في 12 نيسان الفائت لكنه لا يزال عرضة لانتهاكات مستمرة. وكان الرئيس التركي عبدالله غول اعتبر ليلة أول من أمس أن الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي لمعالجة الأزمة السورية غير كافية. وقال غول في خطاب ألقاه في شيكاغو غداة قمة الحلف الأطلسي «حتى الآن، بدا المجتمع الدولي ضعيفاً في جهوده للتعامل مع الأزمة». وأكد أن تركيا «تبذل ما في وسعها للتخفيف من معاناة الشعب السوري» عبر استقبالها نحو 23 ألف لاجئ سوري، إضافة إلى مسؤولي المعارضة السياسية السورية وقادة «الجيش السوري الحر» الذي يضم منشقين من الجيش النظامي. وإذ دعا المجتمع الدولي إلى دعم التطلعات الديموقراطية للسوريين، رأى غول أن خطة السلام التي وضعها الموفد الدولي كوفي أنان «يمكن أن تشكل الفرصة الأخيرة لحصول انتقال (سياسي) منظم في سورية».