شهد لبنان أمس حركة ديبلوماسية نشطة لسفراء تشارك بلادهم في القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) وكذلك للممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة مايكل وليامز، فجالوا على مسؤولين أجمعوا على التمسك بالقرار 1701 ورفض الخروق الاسرائيلية، وكذلك الحرص على «يونيفيل». وجدد الرئيس ميشال سليمان إدانته «الاستفزازات والخروق الاسرائيلية المتكررة بحراً وبراً وجواً ومن خلال شبكات التجسس ومحاولة إحداث تغييرات على الارض في منطقة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا ولا بد للمجتمع الدولي من العمل على وقفها وإزالتها». وأكد الحرص على التنسيق بين الجيش و«يونيفيل» وتلافي أي إشكالات معها والحرص تالياً على سلامة عناصرها في نطاق المهمات الموكولة اليها بما يضمن تنفيذ القرار 1701 بكل مندرجاته ومن دون أي تعديل، وتأمين الانسحاب الاسرائيلي بلا قيد أو شرط من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وشمال الغجر وفق منطوق القرار 1701». وليامز - بري وموضوع الجنوب كان حاضراً في لقاء بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري ووليامز الذي أوضح أن محادثاتهما تركزت على «الوضع في الجنوب اللبناني خلال الأيام القليلة الماضية حيث حصل توتر خطير بعد حوادث عدة»، مشيراً إلى لقائه مسؤولين في «حزب الله» (مسؤول لجنة الارتباط والتنسيق وفيق صفا) وقال:«كانت محادثات ودية معهم حول امكان خفض التوترات جنوباً» ونقل وليامز عن بري تاكيده أنه يعمل «بجهد كبير لخفض التوترات، وأنا واثق بأن موقفه وتعاطيه مع الاحداث سيساهم في ذلك، وكذلك يسعى «حزب الله» أيضاً». وأشار إلى مطالبة الأممالمتحدة كل الأطراف ب«احترام القرار 1701»، وإلى «تعاون قوات «يونيفيل» بجد من أجل ابقاء الوضع تحت السيطرة». وأضاف: «ناقشت مع بري و«حزب الله» ما يمكن ان يقوم به لبنان واسرائيل لتفادي اي حوادث أخرى، ونظراً إلى حساسية الوضع، نتطلع الى أن تتجنب كل الأطراف القيام بأي أعمال من شأنها أن تؤدي الى نتائج غير مرغوب فيها». وأوضح وليامز أنه سيسافر إلى اسرائيل «هذا الاسبوع لأناقش مع المسؤولين هناك أهمية التطبيق الكامل للقرار 1701، واحترام الجميع له». وقال: «الأممالمتحدة تعمل مع جميع الأطراف للتأكيد على احترام التطبيق الكامل لهذا القرار، وتهدف الى تفادي العنف والحفاظ على وقف اطلاق النار». الحريري وهذا الأمر كان موضع نقاش بين الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري والسفير الايطالي لدى لبنان غبريال كيكيا الذي اكد دعم حكومته الكامل للبنان «في المساعي المبذولة لتثبيت الامن والاستقرار في الجنوب»، ودعا الى «ممارسة ضبط النفس والارتقاء الى مستوى المسؤولية المطلوبة منهم لتتمكن قوات «يونيفيل» من متابعة تنفيذ مهماتها في أفضل الظروف الممكنة». وجدد الحريري التزام «لبنان الكامل القرار 1701 والدور الذي تقوم به القوات الدولية بالتنسيق مع الجيش اللبناني لتثبيت الأمن والاستقرار في الجنوب»، مكرراً رفضه «محاولات اسرائيل الهادفة الى تعديل هذا الدور أو تغييره». وكان كيكيا والسفير الاسباني في لبنان ميغيل بينزو بيريا، التقيا رئيس حكومة تصريف الأعمال فؤاد السنيورة في لقاءين منفصلين، وناقشا معه التطورات في الجنوب، خصوصاً أن لبلاديهما وحدات أساسية مشاركة في «يونيفيل». وعلمت «الحياة» أن السفيرين أعربا للسنيورة عن قلقهما من الحوادث التي حصلت في الجنوب خصوصاً من بعض الأعمال التي تستهدف «يونيفيل». الجميل وفي المواقف، اعتبر الرئيس السابق أمين الجميل بعد لقائه النائب الفرنسي اوليفييه جاردي، ان «ما يحدث في الجنوب أمر خطير وغير معقول، فنحن من طالب بالقرار 1701، وبتشكيل القوات الدولية لمساعدة الجيش اللبناني في جعل منطقة الجنوب منطقة أمن واستقرار، فالبعض يطلب الشيء وعكسه». ورأى أن «من حق الشعب اللبناني معرفة حقيقة التفجيرات التي حصلت في خربة سلم والتي تدل على أمر غير طبيعي».