مع تفاقم الوضع الامني في لبنان خلال الاسبوع الماضي، حول الإعلام اهتمامه الى lما يدور في الشأن اللبناني ومسبباته وما سيترتب عنه من تداعيات. وتنوعت التحليلات بين طرح المسبب الخارجي - اي الأزمة السورية - والأسباب الداخلية اي غياب القيادات السياسية. كتبت صحيفة الغارديان البريطانية ان اعمال العنف التي شهدتها شوارع بيروت الأحد الماضي، وما سبقها من احداث في طرابلس هي دلالة على "عدم جدوى السياسة اللبنانية". ونقلت الصحيفة عن مراقبين قولهم ان ما حصل مؤخراً لم يكن سوى مسألة وقت لتنتقل عدوى العنف الى لبنان، مضيفة ان الأزمة في لبنان ستستمر مع استمرار الأزمة السورية. وكتب ميتش بروثيرو على موقع فورين بوليسي مقالاً بعنوان "حرب سوريا وصلت الى بيروت"، اعتبر فيه أن معظم المراقبين للوضع لم يكن بإمكانهم توقع مدى جديّة ما حصل يوم الأحد في بيروت وكم من الوقت سيستمر. ويضيف بروتيرو ان "الغياب الكامل للقيادة السياسية الفاعلة كانت السبب وراء تطور هذه الأحداث." فمنذ مغادرة سعد الحريري للبنان العام الماضي، لم يكسب اي زعيم سني لبناني ثقة القاعدة الشعبية. اما هيو نايلور من "ذا ناشونال"، فاعتبر ان احداث طرابلسوبيروت كانت "امتحاتاً للقيادة السياسية السنية". اذ ربط الكاتب الأحداث بشعور متزايد من الغبن لدى السنة نتيجة عدم تعامل الحكومة ومؤسسات الدولة مع قضاياهم بطريقة عادلة. ونتيجة لذلك، يقول نايلور ان القيادة السنية في بيروت بدت اكثر إعتدالاً وتناسياً لحاجات سنة الشمال، في وقت كان سنة الشمال يبحثون عن قيادات اكثر تطرفاً وأكثر اهتماماً بهم. وكتب نيل ماك فاركوهار في صحيفة النيويورك تايمز ان ما حصل في الأيام الماضية في بيروت كان الأكثر جديّة منذ اندلاع الانتفاضة في سوريا، ما احتاج جهداً سياسياً لم يسبق له مثيل لتحاشي الانزلاق في المستنقع السوري. فمنذ اندلاع الانتفاضة في سوريا في آذار/مارس 2011، يحاول رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي التعاطي مع الأزمة على اساس "سياسة النأي بالنفس" على أمل ابعاد النيران السورية من عبور الحدود. واعتبر الكاتب انه وبالرغم من النجاح النسبي لسياسة ميقاتي، فقد دفعت الاشتباكات اربع دول عربية الى تحذير رعاياها من السفر الى لبنان، ما يشكل خسارة كبيرة للموسم السياحي الذي يعتبر محركاً للإقصاد اللبناني.