يعيش لبنان على وقع توترات أمنية متنقلة يغذيها النزاع لدى الجار السوري والشائعات وتثير قلقا بين المواطنين الذين يتساءلون حول توقيت هذه الحوادث ويخشون الاسوأ. الليلة قبل الماضية، سمع صوت اطلاق نار في أحد احياء غرب بيروت، فسارعت القوى الامنية الى المنطقة واشتبكت على مدى ساعات مع شخص اختبأ في شقة وراح يطلق قنابل ورصاصاً، الى ان قتلته واقتحمت الشقة وعثرت فيها على رجل آخر مقتولا لم تعرف ظروف مقتله. واكدت المصادر الامنية ان أساس الحادث "خلاف شخصي". ولولا التوتر القائم منذ اكثر من اسبوعين لجاء الخبر عاديا كسواه من المطاردات الامنية، الا ان كون المتورطين فيه سوريين فقد فتح الباب لسيناريوهات وتحليلات عدة من "استهداف الجيش" الى "تهريب السلاح" وغيرها. وبدا واضحاً منذ أيام ان لبنان تحول "رهينة" للنزاع السوري الذي ينقسم حوله اللبنانيون، والذي تحاول القيادات السياسية منذ اندلاعه قبل 14 شهرا، ابقاء انعكاساته بعيدة عن البلد الصغير ذي التركيبة السياسية والطائفية والامنية الهشة. وتقول ميريلا قزي (40 عاما) المقيمة في جونيه شمال بيروت "انتظر عودة زوجي من السفر بعد أ يام واخشى ان تكون الطرق مقطوعة. اولادي الاربعة قلقون وانا قلقة". وتتابع غاضبة "اللبنانيون على اختلاف طوائفهم لا يريدون الحرب. لكن هناك من له مصلحة في تفجير بلدنا واحداث فتنة". وبدأ مسلسل التوتر في 12 ايار/مايو عندما أوقفت القوى الامنية إسلامياً ناشطاً في مساعدة اللاجئين السوريين في لبنان بتهمة "الانتماء الى تنظيم ارهابي"، فقامت الاحتجاجات في مدينة طرابلس في الشمال، واطلقت النار على الجيش اللبناني فقتل ضابط. ثم وقعت اشتباكات عنيفة في المدينة بين سنة مؤيدين للانتفاضة السورية وعلويين مؤيدين للنظام في سورية اوقعت تسعة قتلى. وطلبت اربع دول خليجية من رعاياها مغادرة لبنان وعدم التوجه اليه في المرحلة الحالية، بينما دعت السفارة الاميركية في بيروت رعاياها الى الحذر في تنقلاتهم. وتحدثت صحيفة "النهار" عن "عجز رسمي فاضح"، بينما عنونت صحيفة "السفير" على صفحتها الاولى "لعنة الامن المفقود تطارد اللبنانيين". وركز مجلس الوزراء الذي انعقد الاربعاء على الموضوع الأمني وأصدر بياناً أكد فيه دعم الجيش و"تأمين كل الامكانات له لحفظ الامن".