أقل من ثلاثة أسابيع، تفصلنا عن نهاية العام الدراسي، وبدء إجازة الصيف، وسط استعدادات بدأت من الآن لانطلاق قوافل المغادرين إلى خارج الحدود، وتحديداً من الشبان المراهقين، الباحثين عن «التبرد» خارج الحدود، فيطوفون في هذه الإجازة الكرة الأرضية. وتغطي قوافلهم خطاً يمتد من جنوب شرق آسيا، وحتى مجاهل أميركا الجنوبية، ومن أعالي أوروبا، وحتى أفريقيا الجنوبية، وما بينهما. وكشفت دراسات، أن «74 في المئة من السعوديين يخططون للسفر في الصيف، سواء داخل السعودية أو خارجها، في مقابل 25.8 في المئة فضلوا عدم السفر». ويعتبر خبراء هذه النسبة «الأعلى، ليس بين دول الخليج العربي فحسب، وإنما بين الدول العربية كافة». وأرجع الذين لن يسافروا قرارهم إلى «ارتفاع كلفة السفر، بنسبة 45 في المئة، تليها السياحة في دول العالم الأخرى، وبنسبة 30 في المئة، ثم السياحة داخل المملكة، بواقع 24.6 في المئة». وبلغت نسبة الذين يفضلون السفر في شكل منفرد، 18 في المئة. وفيما يتعلق بحجم إنفاق الأسر السعودية؛ تبين أن «52 في المئة قرروا إنفاق مبالغ لا تقل عن 10 آلاف ريال شهرياً للسياحة الداخلية، مقابل 27 في المئة ممن يفضلون السياحة في الخارج». وتشير إحصاءات إلى أن هناك نحو خمسة ملايين سعودي كانوا خارج البلاد، وقاموا بصرف نحو 20 بليون ريال. ويُتوقع أن تزيد نسبة السفر بنسبة خمسة في المئة، إذ اختلف الأفراد في رغبتهم في السفر وحدهم، أو مع أسرهم. بدوره، طالب عضو المجلس البلدي في الأحساء أحمد البوعلي، بالتنسيق بين الجهات التي تقوم بأعمال وأنشطة في فترة الصيف»، لافتاً إلى «ضعفٍ في التنسيق والأداء والتنفيذ». وقال: «إن كثيراً من هذه الأعمال التي تقدم للشباب غير جذابة، ولا تتوافق مع المرحلة التي يعيشها الشباب من ثورة معلوماتية وتطور تقني، وبعض الجهات تخطط للشبان دون الفتيات». واقترح البوعلي، وهو إضافة إلى عضويته في المجلس البلدي، تربوي ويدير مركزاً متخصصاً في الطفولة، إنشاء مجلس للأنشطة الصيفية، يتكون من: وزارة الشؤون الإسلامية، والتربية والتعليم، والشؤون الاجتماعية، والرئاسة العامة لرعاية الشباب، وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهيئة السياحة والآثار، ومؤسسات المجتمع المدني، مبيناً أن مهمة هذه المجلس «وضع خطة شاملة، تراعي الثوابت والتقاليد الدينية»، لافتاً إلى أن نسبة الشباب في المجتمع السعودي «تفوق 60 في المئة من مجموع السكان». وأشار إلى أن هناك «قوافل من المراهقين، يعدون أنفسهم للسفر إلى الخارج، مؤكداً ضرورة «إشراك جميع فئات المجتمع في النقاش، بدءاً من أولياء الأمور، مروراً بالشباب أنفسهم، ومن ثم استطلاع رأي علماء النفس والاجتماع والدين، لنصل إلى الرأي الصائب، حول توظيف طاقات الشباب واستغلال أوقات فراغهم». وأكد أن على «عاتق الأسرة يقع الدور الأكبر في توجيه أولادها وتشجيعهم على استثمار أوقات الفراغ»، داعياً كل أسرة إلى أن «تجلس مع أولادها، وتستثمر أوقات الفراغ في الإجازة الصيفية، لوضع خطة، أو برنامج لشغل هذا الوقت». وأكد على «مراعاة رغبات الأبناء في هذه الخطة، مثلما يحدث في الدول المتقدمة، التي تعي أهمية الوقت وقيمته، وتشجيع الهوايات والمهارات، واكتشاف القدرات الموجودة لدى الأبناء». وذكر، أن «بعض أولياء الأمور يعطون أبناءهم كتُباً أثناء طفولتهم، للقراءة والتلخيص، رغبةً في تنمية الشخصية والأفكار، وإكسابهم الهوايةَ والقراءة، ولإعطائهم الثقة في ذاتهم وفي قدراتهم»، مؤكداً ضرورة «الاهتمام في السياحة الداخلية بصورة أفضل، حتى نتمكن من جذب السائح السعودي، لزيارة مختلف المناطق السياحية في بلده، ونوقف الهدر الناتج عن السفر إلى الخارج، ونعمل على توعية السائح المحلي، واستقطابه لزيارة تلك الأماكن، في ظل توفر حالة مميزة من الأمن والأمان التي تعيشها المملكة». وانتقد البوعلي، «عدم التخطيط للنجاح، ما يعني تلقائياً التخطيط للفشل». وقال: «إن هذا ما لم يخَطِط الشبابُ، أو يُخَطَط له، لن يستطيع أن يستغل هذا الوقت وهذا الفراغ الذي حصل في حياته في أمور نافعة»، مقترحاً «إقامة دورات مكثفة، بحيث تستوعب اليوم والليلة، ويستطيع الاستعاضة عنها بقراءة الكتب النافعة، والاستماع للمحاضرات والدروس المسجلة على الأشرطة المسموعة والمرئية». وشدد على ضرورة «الاشتراك في الأندية الصيفية، ومراكز الأحياء، التي تقدم برامج منوعة، جادة وترفيهية، مثل الدروس والرياضة، والرحلات وتعلم المهارات. وأيضاً المشاركة في الرحلات التثقيفية التي تقيمها مراكز التنمية. والاستفادة من الدروس والدورات لتعلم اللغات الأجنبية، والحاسب الآلي، والخطابة. ومن ناحية أخرى في مجال الرياضة: كالسباحة والدفاع عن النفس واللياقة البدنية، وكذلك السفر للسياحة».