قبل أيام قلائل انتهى معظم أبنائنا الطلاب من عامهم الدراسي بعد انقضاء فصلين دراسيين مليئين بالكثير من المعطيات، وأقبلت إجازة الصيف التي ينشدها الجميع من أجل أخذ قسط من الراحة بعد عناء طويل. ونحن نتساءل ماذا أعددنا لهذه الإجازة الطويلة التي يقضي فيها جل أبنائنا سحابة نهارهم في نوم عميق (بسبب السهر غير المبرر) وفي ليلهم بالسهر الطويل حتى ساعات الصباح الأولى فيما لا نفع فيه؟ ماذا أعددنا لهم من برامج ترفيهية ومسليات (ثقافية، واجتماعية، ورياضية) تعود عليهم بالفائدة المرجوة والنفع العميم؟ ماذا أعدت الرئاسة العامة لرعاية الشباب لصغارنا وشبابنا من برامج صيفية يمكن الاستفادة منها خلال هذه الفترة الطويلة؟ ماذا أعدت وزارة التربية والتعليم من برامج تأهيلية (ذات جاذبية ومتابعة دقيقة) لأساتذتها وطلابها خلال إجازة الصيف؟ وإن كنت ألتمس العذر لهم بعد عام دراسي طويل قدموا فيه الشيء الكثير، ولكن يمكن أن تستغل هذه الإجازة (لمن يرغب من المعلمين) في التأهيل وزيادة التحصيل العلمي، واكتساب بعض المهارات التي قد تعود بالنفع على أبنائنا الطلاب، أو تقوم إدارات التعليم في المناطق بتقديم دروس تقوية للمحتاجين من الطلاب خاصة في المواد العلمية التي تحتاج إلى فهم أكثر ويخفق فيها العديد من الطلاب مثل: الرياضيات، والفيزياء والكيمياء، والإنجليزي، وغيرها من المواد، ولو بمقابل رمزي لا يرهق كاهل أولياء الأمور، أو تمثل عبئا إضافيا على الراغبين في تطوير قدراتهم العلمية والاستزادة من العلم والتحصيل، وفي المقابل يقدم هذه الدروس نخبة من المعلمين الراغبين في التدريس لهذه المواد وبأجور مشجعة تدفعهم للبقاء في الصيف وتقديم العلم النافع لمن يحتاجه من الطلاب. وفي كل عام نقول ماذا أعددنا لاختصار الإجازة الصيفية الطويلة؟ ماذا نقدم لصغارنا، وشبابنا، ومواطنينا، وزوارنا، ومصطافينا؟ لماذا لا نشجع المستثمرين السعوديين ونحثهم على تفعيل السياحة البحرية، واستيراد القوارب البحرية الجيدة (الواسعة والآمنة) - كما هو موجود - في اليونان وهولندا- واستخدامها في نقل أعداد كبيرة من السياح والتنزه بهم بين جزر البحر الأحمر وشعابه المرجانية الجميلة (وكما هو معمول به في معظم دول العالم التي تهتم بالسياحة والبرامج السياحية)؟ لماذا لا تُنظّم زيارات بحرية ليوم كامل يتنقل فيه السائح بين الجزر لممارسة هواية الصيد والغوص والسباحة بعيدا عن المدن ومنغصاتها؟ واجهة بحرية واسعة تستمتع بها المملكة على البحر الأحمر (1800 كيلومتر) وعلى الخليج العربي (640 كيلومترا) لم يستفد منها فعليا وإنما أنشئت على أجزاء محدودة منها بعض الشاليهات والقرى السياحية التي لا يقدر على الوصول إليها إلا الأثرياء وأصحاب الدخول المرتفعة، أما الفقراء والضعفاء وأصحاب الدخول المحدودة فليذهبوا إلى الكورنيش ليكتووا بلهيب الصيف وشمسه المحرقة. أين المستثمرون وأصحاب رؤوس الأموال؟!! جزر بحرية متناثرة، وشعاب مرجانية زاهية (قلما يوجد لها مثيل في العالم) وشواطئ في غاية الروعة والجمال مهملة ولا يصلها أحد ومن الصعب جدا الوصول من خلالها إلى البحر أو الاستمتاع بثرواته الغنية التي تزخر بها بلادنا الجميلة في مكوناتها الطبيعية. لماذا لا نستثمر كل جزء في بلادنا ونجعلها ونسخّرها لمواطنينا، وزوارنا، ومصطافينا؟ فالله سبحانه وتعالى حبانا بظواهر عديدة برية وبحرية يمكن أن يستمتع بها الإنسان صيفا وشتاء دون التنقل ومشقة السفر والترحال إلى خارج البلاد. ليتنا نفعل.