كانت ليلة تلك التي توجها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله حفظه الله مساء يوم الجمعة الماضي بحضوره نهائي كأس الأبطال، الذي يعتبر بمثابة ختام الموسم الرياضي السعودي، وقد كان الختام «مسكاً» بحضور «أبو متعب» في ذكرى «البيعة» الشعبية السابعة. وقد كان «الملك المفدى» نجم الليلة وضوءها، فقد تحدث مع الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل، وسأله عن إستاد جدة الجديد الذي يهم الرياضيين في المملكة، واطلع على مشروع تطوير الإستاد الحالي، الذي لا يتسع الا لعدد قليل جداً، الأمر الذي يتسبب دائماً في أزمة للجماهير العاشقة في كل مباراة هامة. وقد ضرب حفظه الله مثالاً حقيقياً، وقدم درساً لكل مسؤول في هذه البلاد في «العفوية» و«الأخلاق» و«حسن التعامل» مع الصغير قبل الكبير، كما أكد على «روح المسؤولية» و«المتابعة»، التي يجب أن يحرص عليها كل من يتسلم هرم أي عمل. وقد داعب «الوالد القائد» الخاسر، وبارك للفائز وطيب خاطر الحزين، وشاطره حزنه، وبارك للفائز وشاركه فرحته. لقد كانت بالفعل ليلة مختلفة طرزت سماء مدينة جدة وزُف فيها «العريس» وبطل الأبطال: النادي الأهلي، الذي استحق أن يكون عريس الموسم الرياضي. والأهلي هذا العام مختلف تماماً عن الأعوام الماضية، فقد ذكرني هذا الفريق بأهلي الزمن الذهبي أيام أمين دابو وأحمد الصغير وحسام أبو داود والمترو وغيرهم، تلك الأيام التي تمكن الأهلي فيها من حصد كل البطولات والألقاب وتمكن من انتزاع لقب «قلعة الكؤوس». وبلا شك أن تميز الأهلي هذا العام، وحصده لبطولة فيصل بن فهد، ومنافسته على بطولة زين للمحترفين، وخروجه بمعجزة أمام الاتفاق في كأس ولي العهد في الدور النصف النهائي، وأخيراً حصوله على بطولة الأبطال، وكأس قائد البلاد خادم الحرمين الشريفين. كل هذه الإنجازات، وهذا الأداء الباهر لم يكن وليد الصدفة، ولا «ضربة حظ»، فالنجاح ربما يسانده الحظ، ولكن لا يمكن للحظ أن يكون كل شيء، فالأهلي عمل على تكوين قاعدة لاعبين شبان كبيرة عبر الأكاديميه التي يشرف عليها الأمير الكبير فكراً، ومقاماً خالد بن عبدالله، وأرى شخصياً بأن هذا الرجل صاحب الأكاديمية التي انتجت جيلاً مميزاً من اللاعبين، وإدارة الأمير فهد بن خالد، وإدارة كرة القدم المتمثلة في الخبير طارق كيال، إضافة الى الاستقرار الفني مع مدرب مميز، وأجانب قادرين على صناعة الفارق، كل هؤلاء كانوا وراء نجاح الأهلي بكل فرقه ودرجاته السنية هذا العام، وهو نجاح يعتبر إنجازاً كبيراً يحسب لرجال الأهلي الذين عملوا وخططوا للمستقبل، وتمكنوا هذا العام من «تعليق الجرس» ليقولوا: انتبهوا فالأهلي البطل قادم أيها المنافسون. وكم أتمنى أن تستفيد بقية الأندية من فكر الأهلي النموذجي وتهتم بالأكاديميات، وتعليم وتدريب صغار الناشئين، ليصبحوا يوماً بإذن الله أبطالاً كباراً. كما أتمنى أن تحتذي بقية الأندية بنموذجية الأهلي فنياً وإدارياً. وقد استحقت «فرقة الرعب» الأهلاوية هذا العام لقب «الملكي» بعد أن تمكن اللاعبون «الخضر» من الاحتفاظ بلقب «الملك» للمرة الثانية على التوالي، ورفع الكأس رقم 12 في تاريخ النادي العريق الذي تسلم «الكأس» من ملوك المملكة العربية السعودية كافة. ومن هنا أصبح من الجميل أن نطلق على هذا النادي الرائع لقب: «ملكي جدة»، أو «ريال جدة». هنيئاً للكرة السعودية عودة الأهلي البطل، وهنيئاً لأبناء جدة عودة «الريال» بطل الأبطال الى منصات الفرح والاحتفال. [email protected] hishamkaaki@