معرض الرياض الدولي للكتاب الذي تم افتتاحه قبل أيام أصبح بلا أدنى شك حدثاً ثقافياً إقليمياً بامتياز، فهو أحد أهم معارض الكتب في العالم العربي إن لم يكن أهمها على الإطلاق. وصرح لي ذات مرة مسؤول في دار نشر معروفة أن مبيعات هذا المعرض الذي يستمر أكثر من أسبوع تغطي تكاليف، وخسائر الدار في معارض إقليمية أخرى لا تحقق مبيعات تذكر بعكس معرض الرياض الذي يتفوق على الجميع في المبيعات وفي الأحداث «الساخنة»، أيضاً إذ يعد بحد ذاته مادة إعلامية دسمة تتناقلها الوكالات الإخبارية. وعلى رغم الكميات الهائلة من الكتب التي تعرض وتباع في أروقة هذا المعرض الضخم، الا أن المتابعين والمهتمين بالرياضة يفتقدون بشدة للكتاب الرياضي المتخصص والمميز، الذي يبحث في قضايا رياضية محلية ودولية هامة. وكم نتمنى أن يهتم الكتاب الرياضيون بقضايا الرياضة عموماً والأبحاث المتخصصة في تاريخ الرياضة خصوصاً، وينشرونها في كتب جادة تضيف للمكتبة العربية. فقد أصبحت الرياضة علماً قائماً بذاته في الجامعات والمعاهد الدولية وتخصصاً يحتاج إلى الكتب والمراجع التوثيقية والعلمية. وهنا لا بد أن نذكر الكاتب الرياضي والباحث والمؤرخ السعودي محمد القدادي الذي تفرد في مجال «الكتاب الرياضي»، وهو مجال نادر على المستويين المحلي والعربي. وكم أتمنى أن يحتذي الكتاب الرياضيون في المملكة بالزميل القدادي، ويعملوا على إثراء المكتبة الرياضية بكتب قيمة تعنى بمجال الرياضة والشباب. الأهلي... غير النادي الأهلي هذا العام مختلف تماماً عن الأعوام الماضية، فأهلي هذا العام ذكرني الى حد كبير بأهلي الزمن الذهبي أيام أمين دابو وأحمد الصغير وحسام أبو داود، والمترو، وغيرهم، تلك الأيام التي تمكن الأهلي فيها من حصد كل البطولات والألقاب وتمكن من انتزاع لقب «قلعة الكؤوس». وبلا شك أن تميز الأهلي هذا العام وحصده لبطولة فيصل بن فهد ومنافسته على بطولة دوري زين للمحترفين وخروجه بمعجزة أمام الاتفاق في كأس ولي العهد لم يكن وليد الصدفة ولا «ضربة حظ»، فالنجاح ربما يساعد فيه الحظ، ولكن لا يمكن للحظ أن يكون كل شيء، فالأهلي عمل على تكوين قاعدة لاعبين شبان كبيرة عبر الأكاديمية التي يشرف عليها الأمير الكبير فكراً ومقاماً خالد بن عبدالله، وأرى شخصياً أن هذا الرجل وهذه الأكاديمية وإدارة الأمير فهد بن خالد هم وراء نجاح الأهلي بكافة فرقه ودرجاته السنية هذا العام، وهذا يعتبر إنجازاً يحسب لرجال الأهلي الذين عملوا وخططوا للمستقبل وتمكنوا هذا العام من «دق الجرس»: انتبهوا فالأهلي قادم أيها المنافسون. وكم أتمنى أن تستفيد بقية الأندية من فكر الأهلي النموذجي. [email protected] @hishamkaaki