عاشت جدة أول من أمس ليلة من أحلى لياليها، وشهدت مساءً صاخباً اكتسى باللونين الأصفر والأسود، إذ خرجت جماهير نادي الاتحاد في مواكب فرح ومسيرات حاشدة، تعبيراً واحتفالاً بفوز فريقها بلقب كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال، عقب التغلب على فريق الهلال وحصد الذهب، وتسلمه من يد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وكانت الشوارع شبه خالية من المارة والمركبات أثناء المباراة، وحركة البيع والشراء في المحال التجارية شبه متوقفة، وما إن أطلق حكم المباراة صافرته، حتى طافت الجماهير الاتحادية شوارع العروس، معبّرة عن سعادتها الكبيرة بالإنجاز التاريخي الذي حققه فريقهم، مرددة الأهازيج وأناشيد الفرح، وأطلق عدد من الجماهير الاتحادية الألعاب النارية في سماء الكورنيش، وتحوّلت المقاهي وشوارع جدة وأزقتها إلى ساحة لتبادل التهاني وترديد الأهازيج، وعادت التعاملات البيعية والشرائية من جديد، فيما لاقت حركة البيع للأعلام الاتحادية رواجاً كبيراً في ليلة قل أن تشهد شوارع جدة مثلها، وسهر أهل عروس البحر الأحمر حتى الصباح، ولم تهدأ من أبواق السيارات سوى عند بزوغ الشمس. الفرحة لم تسع الجماهير الاتحادية، فقد بدأت مظاهر الفرح ونشوة الانتصار في ملعب النادي في شارع الصحافة، حيث أضُيئت أنوار ملعب الأمير فيصل بن فهد، كما أن فرقاً شعبية عدة احتفلت في حواري الشام والمظلوم والعمارية والبلد والكندرة، مشعلة النيران وتراقصت على أنغام المزمار حتى الصباح، حتى الأطفال كانت لهم تعبيراتهم الخاصة مثلهم مثل الكبار، إذ ظلوا يهتفون باسم الاتحاد ويرددون «جمالك غير يالأتي»، وحوّل أهالي جدة شرفات منازلهم، وجعلوها مغطاة بشعارات وأعلام اتحادية أعطت رونقاً آخر لتلك المساكن. من جانبه، قال المشجع الاتحادي خليل بريك: «سعادتنا كبيرة بهذا الإنجاز، لاسيما أنه جاء بعد إخفاقات في كأس ولي العهد والدوري والبطولة الآسيوية، وبلا شك فكأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال أهم وأغلى البطولات، ولم تتحقق بضربة حظ، بل كان لاعبو الاتحاد جديرين بها، فالمستويات العالية التي قدموها مع الاتفاق والهلال والشباب أكسبتهم لقب البطولة، والاتحاد يجسد دوماً مفهوم الأولويات، فباعتباره النادي رقم واحد وعميد الأندية السعودية من الطبيعي أن يحصد لقب بطولة كبيرة تحمل مسمى كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال سيما أن الفريق لم يوفق في بطولات الموسم الحالي». فيما عبر علي محمد الشمراني عن سعادته البالغة بفوز فريقه بكأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال، مشيراً إلى أحقية الفريق الاتحادي بالحصول على الذهب واعتبر في الوقت نفسه أن الانجاز أكد أن الفريق كبير بجماهيره ولاعبيه وأعضاء شرفه، وقال: «استطعنا أن نتأهل بجدارة وحققنا الكأس الغالية بهمة الرجال ومتى ما كان الاتحاديون على أتم الاستعداد فالبطولات لهم عنوان، فالفريق يؤكد من جديد انه للانجازات والأندية عميد، والحمد لله على هذا الانجاز، فلاعبو الاتحاد قدموا مباراة كبيرة مع أشقائهم في الفريق الهلالي، وللأمانة الفريق الاتحادي هو الأفضل والأكثر استحواذاً وسنحت له العديد من الفرص، وكان بالإمكان إنهاء الأمور لمصلحتنا من الوقت الأصلي، وأعجبني كثيراً إصرار لاعبينا على حصد اللقب وتعويض جماهيره بأهم وأقوى البطولات خصوصاً أن البطولة شارك فيها نخبة الأندية السعودية والاتحاد بطل على نخبة الأندية في السعودية». وأما الاتحادي أحمد مهيوب الجنيد، فقد أشار إلى أن الفرحة لا تسعه بمناسبة حصول فريقه للقب كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال سيما أن الكأس تسلمناه من يد خادم الحرمين الشريفين، وقال: «الاتحاد كبير ولا يرضى إلا بالبطولات الكبيرة التي تليق بحجم بطولاته وعراقة اسمه، وأول من أمس قدم الاتحاد مباراة رائعة امتداداً لما قدمه اللاعبون في مباريات هذه المسابقة، وحقيقة كنا واثقون من الفوز بالبطولة لأمرين الأول لثقتنا في اللاعبين بإسعاد جماهيرهم وتعويض ما فات والآخر لثقتنا أن فريقنا لن يخرج من الموسم إلا ببطولة والحمد لله أنها كانت أغلى البطولات وختامها الذي جاء مسكاً». واعتبر المشجع الاتحادي عبدالله حامد كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال أهم البطولات التي حققها النادي أخيراً بطولة مهمة كونها تحمل اسماً غالياً على قلوبنا وتضم نخبة الفرق السعودية، وقال: «لقب البطولة رد على من شكك في قدرة الاتحاد على الحصول على أية بطولة في الموسم الحالي، لكنه وبعزيمة الرجال وروح الاتحاد تغلب على الظروف وأسعد عشاقه بلقب ولا أجمل وبأحقية على أقوى الفرق، فهذا الاتحاد وهذه عاداته رسم الفرحة بعد أن غاب عنه التوفيق في المنافسات الماضية، والحمد لله على هذا الانجاز وشكراً للاعبي الاتحاد الذين أكدوا أنهم كبار بفنهم وإصرارهم على التعويض ومصالحة جماهيرهم». وامتدح الاتحادي رعد إبراهيم أداء فريقه، مؤكداً أن الاتحاد استحق الفوز عن جدارة واستحقاق نتيجة تفوقهم الميداني وإلغاء خطورة الفريق الهلالي، وأشار إلى أن لقب بطولة كأس الملك للأندية الأبطال هي الأقوى بين البطولات.