طهران، تل أبيب – رويترز، أ ف ب – أعربت إيران عن أملها بأن تفضي محادثات المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو في طهران اليوم، إلى وضع «إطار عمل جديد» لتسوية ملفها النووي، فيما علمت «الحياة» أن بغداد ستطرح «اقتراحات توافقية» لتسوية الأزمة، خلال استضافتها بعد غد الأربعاء جولة محادثات بين إيران والدول الست المعنية بملفها. وأشار وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي إلى أنه سيلتقي أمانو اليوم، مضيفاً أن الأخير سيجتمع أيضاً مع رئيس «المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية» فريدون عباسي دواني وسكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي، وذلك عشية ترؤس الأخير وفد إيران في محادثاتها في بغداد مع الدول الست. وأكد صالحي أن زيارة أمانو «تأتي بناءً على رغبة المدير العام للوكالة الذرية»، لافتاً إلى أنها تستمر يوماً واحداً ولن يتفقّد خلالها أو يفتّش، منشآت نووية إيرانية. ورأى أن الزيارة الأولى لأمانو لطهران، منذ تسلّمه منصبه في كانون الأول (ديسمبر) 2009، «تنبئ بالخير»، معرباً عن «أمله بتوصّل الطرفين إلى إطار عمل جديد، لإزالة كل نقاط الغموض وتبديد شكوك الوكالة الذرية إزاء البرنامج النووي الإيراني». وأبلغ صالحي نظيره الألماني غيدو فسترفيلله، في اتصال هاتفي، أن «الوفد الإيراني سيتوجه إلى بغداد، لإجراء المحادثات بنية حسنة وإرادة جادة»، مضيفاً: «نتوقع أيضاً من الطرف الآخر أن يأتي إلى المحادثات بالروح ذاتها والتوجّه البنّاء، لاستثمار هذه الفرصة في شكل لائق». ويسعى أمانو إلى السماح لمفتشي الوكالة، بدخول مجمّع بارشين العسكري قرب طهران، حيث تشتبه الوكالة في تنفيذ اختبارات سرية لصنع سلاح نووي. ونقلت وكالة «رويترز» عن ديبلوماسي غربي قوله: «سنرى إذا كان الإيرانيون سيوافقون على دخول الوكالة الذرية (مجمع) بارشين. لديّ شكوك، بصرف النظر عما يتضمّنه أي اتفاق». وقال ديبلوماسي آخر: «ما نحتاجه في شكل ملحّ الآن، هو خطوات ملموسة. لذلك ستركّز محادثاتنا على أمر يمكن تطبيقه سريعاً جداً». وأعلن علي الموسوي، وهو مستشار إعلامي لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، أن بغداد «أنهت استعداداتها اللوجستية والأمنية لاستضافة اجتماع» إيران والدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا). وقال ل «الحياة» ان «مهمة الجانب العراقي هي توفير الأجواء المناسبة لإنجاح الاجتماع، وسنتخذ موقفاً حيادياً ولن نتدخل في تفاصيل المحادثات». واستدرك: «لكن إذا طلب المجتمعون تدخّلنا، ستؤدي الحكومة العراقية دوراً كبيراً في تقريب وجهات النظر». ونفى الموسوي إعداد العراق اقتراحات لطرحها خلال المحادثات، لكن مصادر قالت ل «الحياة» إن «الحكومة العراقية أبلغت الدول الست نيتها طرح اقتراحات توافقية لتسوية الملف النووي الإيراني، بعد مشاورات أُجريت مع الإيرانيين، وهذه الدول وافقت على الاطلاع عليها خلال الاجتماع». وثمة تسريبات تفيد بنية طهران إعلان «مفاجأة» خلال محادثات بغداد، تتمثّل بموافقتها على وقف فوري لتخصيب اليورانيوم وقبولها بعودة فرق التفتيش الدولية، في مقابل رفع العقوبات. على صعيد آخر، اتهم النائب المحافظ البارز علي مطهري «الحرس الثوري» بالتدخل في شكل مباشر، في الانتخابات النيابية التي نُظمت أخيراً، علماً أن الدستور الإيراني يمنعه من التدخل في السياسة أو الانتخابات.