بدأ منظمو رحلات تحركاً لتنشيط الاستثمار السياحي، وإطلاق حملات إعلانية للترويج لمناطق سعودية تتمتع بمقومات تراثية وزراعية لجلب المزيد من الزوار. وكانت الهيئة العامة للسياحة والآثار أطلقت بالتعاون مع عدد من منظمي الرحلات والمرشدين السياحيين أخيراً، برنامجاً في مختلف مناطق المملكة على مدى ثلاثة أيام استهدف مواقع التراث والمسارات السياحية التي تسوّقها هيئة السياحة للسياح في مختلف مناطق المملكة. وقال عدد من منظمي الرحلات المشاركين في البرنامج ل«الحياة»، إن المنطقة تزخر بمقومات لم تكتشف بعد، خصوصاً ما يرتبط منها بالجانب التراثي، من خلال وجود قريتين تراثيتين هما «الخبراء» و«المذنب»، وانضمام قرية ثالثة أخيراً هي بلدة عيون الجواء القديمة، التي ستطلق الهيئة مشروع ترميمها قريباً. وأوضح منظم رحلات سياحية ومستثمر في الفعاليات السياحية من منطقة عسير إبراهيم آل مسفر الألمعي، أن البرنامج الذي تمت تجربته خلال ثلاثة أيام كشف أن منطقة القصيم غنية جداً، خصوصاً في مواقع تم إكمال البنى التحتية فيها عبر تأهيل المواقع التراثية، وهناك شراكة استراتيجية حاضرة في كل موقع يتم الذهاب إليه. وأضاف الألمعي أن القرى التراثية في القصيم تتواجد فيها برامج تستهدف العوائل السعودية من مختلف مناطق المملكة، مع وجود مراكز تسوق عملاقة تتخصص في مجالات محددة، إضافة إلى وجود مسار تاريخي مهم من خلال مسار عنترة بن شداد. ويرى مدير السياحة الداخلية بشركة الطيار فهد المطيري، أن المواقع السياحية في القصيم تقدم فرصة استثمارية واعدة لتنظيم رحلات سياحية للمنطقة، مشيراً إلى أن كل محافظة في القصيم لها خصوصية رائعة. وهناك نشاط أهلي غير عادي في مواقع عدة، لافتاً إلى أن هناك خطوة يجب الاهتمام بها، من خلال تحديد المواعيد في بعض المواقع السياحية لتسهيل وصول فرق سياحية لهذه المواقع في الوقت المحدد. وأكد المدير التنفيذي لشركة مساوف للرحلات السياحية خالد الربيعة، أن القصيم منطقة جاذبة للسياح، وهناك سهولة في جلب مزيد من الزوار لها، خصوصاً مع وجود عدد من الفعاليات التي من الممكن الاستفادة منها بتنظيم رحلات قصيرة على مدى يومين. ولفت الربيعة إلى أن حقول النخيل عليها طلب عال من العائلات خارج القصيم، وخلال جولتنا شاهدنا العديد من حقول النخيل الجاهزة لاستقبال العائلات وقضاء وقت ممتع، ويمكن استثمار مثل هذه المواقع سياحياً باتفاقات بين السياحة وأصحاب المزارع، مبيناً أن قرية المذنب التراثية تعد من المواقع التي تستهدفها العائلات السعودية. من ناحيته، قال مدير المبيعات والتسويق بشركة عطلات الوطنية مروان أحمد أبو العيش، إن المنافسة الحقيقية تكمن في التراث وحقول النخيل الموجودة في منطقة القصيم، وهذه تعطي فرصة للمنظمين لربح المال، من خلال تنظيم مثل هذه الرحلات لمنطقة القصيم التي تتوافر فيها مقومات مهمة وفعاليات مستمرة ونشاط سياحي غير عادي. من جانبه، أوضح المدير التنفيذي للهيئة العامة للسياحة والآثار في القصيم الدكتور جاسر الحربش، أن تنظيم هذه الرحلة في المنطقة يستهدف تعريف منظمي الرحلات السياحية خارج القصيم بالمقومات والمسارات السياحية لدينا. وقال الحربش: «هناك عدد من المنظمين نظموا رحلات للقصيم، وهي مربحة لهم وتجلب مزيداً من الزوار والمهتمين، وننتظر المزيد من الزيارات من المنظمين». وأشار إلى أن مجلس التنمية السياحية برئاسة أمير القصيم أطلق عدداً من المسارات السياحية، التي سنعمل على استمرار تسويقها لمنظمي الرحلات في مختلف مناطق المملكة وفي الدول الخليجية، التي أصبحت تسير رحلات مباشرة لمطار القصيم.