للحظة بدا وكأن النصر طار بأول ألقاب الموسم، لحظة فوجئ بها كل من تابع المباراة، حين واجه أغلى لاعب سعودي يحيى الشهري حارس الشباب وليد عبدالله منفرداً، لكن الأخير استجمع خبرات السنين الطويلة التي قضاها بين خشبات مرمى منتخب بلاده وفريقه، فحرم الفريق الأصفر من هدف الفوز، قبل أن يقود «الليث» لتحقيق باكورة بطولات الموسم الجديد. لم تكن تلك لقطة الحارس الفذ الوحيدة، فدوره الأهم لم يحن بعد، إذ أطلق الحكم صافرته معلناً نفاد فرص تسجيل الأهداف في المباراة، محيلاً الفريقين إلى ركلات الترجيح، حينها بات العبء الأكبر ملقى على كاهل الحارس، الذي توهم البعض للحظة عجزه عن التصدي لركلات الترجيح بعد أن أودع ثلاثة من لاعبي النصر كراتهم الشباك، لكن الفذ عاد وأبعد آخر كرتين ومنح فريقه لقباً مستحقاً. وليد عبدالله منح فريقه أولية الجمع بين البطولات السعودية على مختلف مسمياتها، فلروحه العالية أبلغ الأثر على ثبات الخطوط القريبة منه بتشجيعهم وتوجيههم قبل وأثناء اللقاء، وهذا ما خلق الانسجام بينه وبين المدافعين. كان وليد عبدالله في قمة هدوئه على رغم حساسية المباراة، لثقته بإمكاناته وخبرته الواسعة، وظل طوال شوطي المباراة حاضر التركيز، خصوصاً في الشوط الثاني بعد الحصار القوي الذي فرضه لاعبو النصر على مرماه، إلا أنه كان بالمرصاد لكل شاردة وواردة، مبعداً عدداً من الكرات الخطرة والأهداف المحققة، وكأن النصر يواجه فريقين في الملعب. خرج وليد عبدالله بعد المباراة كعادته مرحاً مبتسماً، وأهدى البطولة للأمير خالد بن سلطان ورئيس الشباب الحالي خالد بن سعد والرئيس السابق خالد البلطان، غير أنه وللمرة الأولى استبعد صديقه المعروف أبوالجوهرة من القائمة على غير العادة بعدما كان الأخير أول من تهدى له البطولات والألقاب كافة، وقال مبتسماً: «لديّ مفاجأة، لن أهدي أبوالجوهرة هذا المساء، إهدائي لأبنائي فيصل وعبدالله وصالح، ولزميلي عبدالرحمن العصفور ولجماهير الشباب». وليد كان وفياً فصدق وعده لزميله نايف هزازي بعد أن كان أوصاه قبل المباراة بالتكفل بدوره في المناطق الأمامية وتسجيل الأهداف، وأن يترك له هم التفكير في المناطق الخلفية، وهذا ما تحقق بالفعل، سجل هزازي، وذاد هو عن مرماه وأبعد أهدافاً محققة، كما أبعد كرة مهاجم النصر يحيى الشهري والمباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة، تلك الكرة دون غيرها كانت كفيلة بمنح عناصر الفريق كافة دفعة معنوية تتمثل في رد الدين لزميلهم الذي حمى المرمى وتكفل بعبء المباراة.