مع انتهاء التهدئة في الثامنة من صباح أمس، أطلقت فصائل فلسطينية عدداً من الصواريخ في اتجاه مستوطنات محاذية لقطاع غزة، فيما قصفت المدفعية والطائرات الإسرائيلية منازل المدنيين والأراضي الزراعية. وسرعان ما توترت الأوضاع، وفر عشرات آلاف «الغزيين» من المناطق الحدودية ممن عادوا إلى منازلهم أو نصبوا خياماً أمام منازلهم المدمرة خلال ثلاثة أيام من تهدئة إنسانية كانوا يأملون تمديدها من دون جدوى. واعلن الناطق باسم حركة «حماس» سامي أبو زهري أمس في بيان مقتضب جداً أن «الفصائل لم توافق على تمديد التهدئة، لكنهم «مستمرون في المفاوضات» غير المباشرة مع إسرائيل في القاهرة، والتي لم تفضِ الى أي اتفاق حتى الآن. واتهم إسرائيل بالمماطلة وهدر الوقت، مؤكداً عدم وجود استجابة إسرائيلية لأي مطلب فلسطيني، ما حال دون تمديد الهدنة. شهيدان فبعد انتهاء التهدئة، شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية الأميركية الصنع سلسلة غارات على منازل عدة ومسجد وأراض زراعية. وسقط الشهيد الأول بعد التهدئة الطفل إبراهيم زهير الدواوسة (10 أعوام) نتيجة قصف مسجد النور المحمدي في حي الشيخ رضوان شمال القطاع، فيما أصيب نحو 20 فلسطينياً بجروح متفاوتة في مناطق متفرقة، ما رفع عدد الشهداء إلى 1894، والجرحى إلى 9816، كما سقط لاحقاً شهيد بقصف قرب مسجد الصابرين بمنطقة مصبح شمال رفح. وحمّلت «سرايا القدس»، الذراع العسكرية لحركة «الجهاد الإسلامي»، إسرائيل المسؤولية عن استئناف إطلاق الصواريخ بعد انتهاء مدة التهدئة. وقالت في بيان أمس إن «الاحتلال أنهى التهدئة الموقتة برفضه مطالب المقاومة الفلسطينية، وهو يتحمل مسؤولية ذلك». وشددت على أن «الاحتلال لن يأخذ منها بالسياسة ما عجز عنه في الميدان». وأطلقت «السرايا»، وألوية الناصر صلاح الدين، الذراع العسكرية للجان المقاومة الشعبية، عدداً من الصواريخ على بلدات عدة، وصل أبعدها الى مدينة بئر السبع (42 كيلومتراً) شرق القطاع، ما أسفر عن إصابة أربعة إسرائيليين، من بينهم جندي بجروح خطيرة. ولم تعلن «حماس» إطلاق الصواريخ، أو المشاركة في إطلاقها. وكانت «كتائب القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس» أعلنت ليل الخميس- الجمعة أنها «لن تقبل أن تنتهي المعركة الحالية مع الكيان الإسرائيلي من دون وقف حقيقي للعدوان بكل أشكاله، وإنهاء حقيقي للحصار، والتعبير الأوضح عن ذلك هو إنشاء ميناء لغزة». «أبو عبيدة» يهدد بالاستنزاف واعتبر الناطق باسمها «أبو عبيدة» في كلمة تلفزيونية مسجلة قبل ساعات من انتهاء التهدئة، أن «كل ما سوى ذلك (إنهاء الحصار وإنشاء الميناء) خداع والتفاف على تضحيات ودماء شعبنا». وقال: «جاهزون للانطلاق في المعركة من جديد، وسنضع الاحتلال أمام خيارات كلها صعب، فإما ندخله في حرب استنزاف طويلة نشل فيها الحياة في مدنه الكبرى، ونعطل الحركة في مطار بن غوريون على مدار أشهر طويلة ونكبده دماراً كبيراً في اقتصاده، أو أن نستدرج الاحتلال إلى الحرب البرية الواسعة وسنجعلها نهاية جيشه المهزوم ونلحق به آلاف القتلى وعشرات آلاف الجرحى ومئات الأسرى، وسنجعل من أسطول دبابات الميركافاه أضحوكة الكون». وشدد على أن «مقاومتنا ومن ورائها شعبنا جاهزة لدفع الثمن وكسر جيش المحتلين والبدء في مرحلة حرب التحرير». ودعا الوفد الفلسطيني المفاوض الى عدم تمديد وقف النار «إلا بعد الموافقة المبدئية على مطالب شعبنا، وعلى رأسها الميناء، وإذا حصلت الموافقة فيمكن التمديد للتفاوض على التفاصيل، وإذا لم تتم الموافقة، فإننا نطالب الوفد بالانسحاب من المفاوضات وإنهاء هذه الألعوبة». 40 صاروخاً أمس ونسبت صحيفة «هآرتس» العبرية إلى مصادر إسرائيلية قولها إنه تم إطلاق أكثر من 40 صاروخاً من القطاع غزة باتجاه مواقع إسرائيلية عقب انتهاء فترة التهدئة الموقتة التي دعت إليها مصر واستمرت ثلاثة أيام. وأضافت أن عدد الجنود الإسرائيليين القتلى منذ بداية العدوان الإسرائيلي بلغ 64 جندياً، وأربعة مستوطنين، فيما شن الطيران الحربي الإسرائيلي 4762 غارة جوية على القطاع، مشيرة إلى أن عدد الجنود القتلى خلال عدوان «الرصاص المصبوب» نهاية عام 2008 بلغ عشرة جنود وثلاثة مستوطنين. وكان الجيش الإسرائيلي استدعى 82 ألف جندي من قوات الاحتياط لشن العدوان الحالي على القطاع، فيما تم تسريح نحو 30 ألفاً منهم منذ إعلان التهدئة الثلثاء الماضي.