تواصل القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، على رغم إعلان فصائل المقاومة تهدئة لمدة 24 ساعة. وأعلن الناطق باسم حركة «حماس» سامي أبو زهري موافقة الفصائل على «تهدئة إنسانية» تبدأ عند الثانية من بعد ظهر أمس، لمدة 24 ساعة، ومن دون شروط. وقال في بيان إنه «تم التوافق على تهدئة إنسانية لمدة 24 ساعة تبدأ من الساعة الثانية بعد الظهر، استجابة لتدخل الأممالمتحدة، ومراعاة لظروف الشعب الفلسطيني وعيد الفطر» الذي يحل اليوم. وكانت إسرائيل مددت «التهدئة الإنسانية» مساء أول من أمس أربع ساعات حتى منتصف ليل السبت - الأحد، ثم مدد المجلس الوزاري الإسرائيلي الأمني المصغر في ساعة متقدمة من الليل التهدئة مدة 24 ساعة من جانب واحد، إلا أن الفصائل رفضتها. وتراجعت الدولة العبرية قبل ظهر أمس، واستأنفت القصف الجوي والبري والبحري الكثيف على القطاع، معلنة انتهاء «التهدئة الإنسانية». وكان أبو زهري أعلن منتصف ليل السبت - الأحد في بيان ثلاثة شروط للموافقة على أي تهدئة إنسانية، وقال إن «أي تهدئة إنسانية لا تضمن انسحاب جنود الاحتلال من داخل حدود القطاع، وتمكين المواطنين من العودة إلى منازلهم، وإخلاء المصابين، غير مقبولة». كما جدد الأمين العام لحركة «الجهاد الإسلامي» رمضان شلح التأكيد على «ضرورة تحقيق كل شروط المقاومة الفلسطينية قبل أي تهدئة مع الاحتلال». وقال خلال لقائه نائب وزير الخارجية الإيراني حسين عبد اللهيان أمس إن «أي اتفاق لوقف النار يجب أن يكون مسبوقاً بتحقيق شروط المقاومة، وعلى رأسها رفع الحصار». واعتبر أن «ما يحدث في غزة انتصار كبير للشعب الفلسطيني بفضل المقاومة ودماء الشهداء، إلى جانب صمود الشعب في وجه العدوان على القطاع». ورفض عضو المكتب السياسي ل «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، مسؤول فرعها في القطاع جميل مزهر في بيان التهدئة الإسرائيلية من جانب واحد. واعتبر أن «إعلان الاحتلال الصهيوني عن تمديده الهدنة أربع ساعات، وبعدها 24 ساعة، هدفه الالتفاف على مطالب المقاومة ودماء شعبنا، وجر الفصائل إلى مصيدة»، مشدداً على أنه «لا هدنة ولا تهدئة من دون الاستجابة لمطالب المقاومة، وعلى رأسها وقف العدوان وفك الحصار عن القطاع بشكل كامل». واعتبرت «الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين» في بيان إعلان إسرائيل تهدئة إنسانية مدة 24 ساعة من طرف واحد «مناورة مكشوفة هدفها الإظهار أمام المجتمع الدولي استجابتها واستعدادها للتخفيف من المعاناة الإنسانية للمدنيين الفلسطينيين بينما هي تواصل عدوانها». ميدانياً ميدانيا، أعلنت قوات الاحتلال أنها اغتالت الجمعة الماضي إسماعيل محمد العكلوك (25 سنة) في استهداف سيارة كان يستقلها، مشيرة إلى أنه ناشط بارز في منظومة إنتاج القذائف الصاروخية لكتائب القسام»، وساهم في تطوير الطائرات من دون طيار التي انتجتها أخيراً. وخرقت إسرائيل التهدئة التي أعلنتها «حماس» مرات عدة مساء أمس، إذ شنت الطائرات أمس غارات جوية على كل مناطق القطاع، فيما قصفت المدفعية والدبابات المناطق الشرقية بكثافة، في وقت شاركت البوارج الحربية القصف على المناطق الغربية من الشريط الساحلي الصغير البالغة مساحته 365 كيلومتراً، ويبلغ أقصى عرض له 14 كيلومتراً، وأضيق عرض ستة كيلومترات. وقصفت قوات الاحتلال مساء أمس دراجة نارية في خان يونس، ما أدى إلى استشهاد فلسطينية وإصابة 2 آخرين. كما أطلقت طائرة استطلاع من دون طيار صاروخاً بعد الظهر على المقر الرئيس ل»أونروا» في مدينة غزة، في خطوة تعكس استهانة بالوكالة الدولية بعد أن قصفت مدارس ومقار تابعة لها. وقال المستشار الإعلامي ل «أونروا» عدنان أبو حسنة إنه كان في مكتبه داخل المقر حين سمع دوي انفجار كبير تبين أنه ناجم عن سقوط الصاروخ في الباحة الخلفية، ولا يبعد عن مكتبه سوى مترين فقط. وقال إن فرق «أونروا» لا تزال تحقق في الحادث لمعرفة سبب الانفجار ونوعية القذائف المستخدمة. واستشهد 14 فلسطينياً حتى ظهر أمس، ليرتفع عدد الشهداء الفلسطينيين منذ بدء العدوان في الثامن من الشهر الجاري إلى 1062، من بينهم 208 أطفال، و83 سيدة، و40 مسنا، فيما جرح أكثر من 6037 فلسطينياً، من بينهم 1561 طفلاً، و1012 سيدة، و203 مسنين. ويعاني ربع مليون فلسطيني من التشرد في مدارس تابعة ل «أونروا»، فيما لجأ كثيرون إلى أقاربهم أو مقار مؤسسات وجمعيات أهلية. كما يعاني سكان القطاع البالغ عددهم 1.8 مليون من نقص في إمدادات المياه والكهرباء والسلع الغذائية والأدوية، في وقت تستنزف المستشفيات كميات كبيرة جداً الأدوية والمستهلكات الطبية. وأعلن وزير الصحة في حكومة الوفاق الوطني جواد عواد عن تسيير قافلة ستصل مستودعات الوزارة في القطاع اليوم مؤلفة من «12 شاحنة محملة بالأدوية والمستهلكات الطبية بكلفة مالية قدرها مليون دولار». وقال خلال مؤتمر صحافي عقده في مستودعات الأدوية في رام الله صباح أمس إن «الشاحنات محملة بكل ما يلزم من تجهيزات طبية لغرف العمليات وأقسام الإسعاف والطوارئ وأقسام العناية اليومية، وضمادات حروق وجروح، ومعقمات طبية، ومراهم وأدوية خاصة لحالات الطوارئ، وخيوط جراحية»، إضافة إلى 21 ألف إبرة (كلكسان) مانعة تخثر الدم». في المقابل، واصلت الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة الرد على الخروق الإسرائيلية للتهدئة التي أعلنتها، فاستهدفتها بالصواريخ واشتبكت مع قوات الاحتلال المتوغلة في المناطق الشرقية والشمالية من القطاع. وقبل التهدئة الإنسانية، أطلقت «كتائب القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، عشرات الصواريخ على بلدات في جنوب إسرائيل ووسطه، من بينها خمسة صواريخ «غراد» على اسدود، وصاروخي «أم 75» على تل أبيب، كما سقط صاروخ في منطقة مفتوحة قرب «بتاح تكفا». وأطلقت «سرايا القدس»، الذراع العسكرية لحركة «الجهاد الإسلامي» وألوية الناصر صلاح الدين، الذراع العسكرية للجان المقاومة الشعبية، وكتائب الشهيد أبو علي مصطفى، الذراع العسكرية للجبهة الشعبية، وكتائب المقاومة الوطنية، الذراع العسكرية للجبهة الديموقراطية، ومجموعات أخرى صغيرة تابعة لحركة «فتح» عشرات الصواريخ قصيرة المدى وقذائف على المستوطنات المحاذية للقطاع والحشود المتوغلة. وتبنت ألوية الناصر صلاح الدين قتل مستوطن وإصابة آخرين بجروح متوسطة في قصفها مجمع «سدوت هنيغف» في النقب الغربي. وكانت إسرائيل أعلنت أمس مقتل جندي إسرائيلي، ليرتفع عدد الجنود القتلى منذ بدء العدوان البري فجر الثامن عشر من الجاري إلى 43 ضابطاً وجندياً.