تتصاعد الأصوات في المعارضة التركية، مطالبةً مرشحها لانتخابات الرئاسة أكمل الدين إحسان أوغلو بالانسحاب من السباق، بعدما فشل في تجاوز حاجز ال40 في المئة في استطلاعات الرأي التي ما زالت ترجّح فوز رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان من الدورة الأولى في 10 من الشهر الجاري. وتمنح تلك الاستطلاعات أردوغان نسبة تأييد لا تقلّ عن 53 في المئة، فيما أن حظوظ المرشح الكردي صلاح الدين دميرطاش لن تتخطى نسبة 10 في المئة. لكن هذه الأصوات الآتية من «حزب الشعب الجمهوري» المعارض لا تنتقد أداء مرشحها في حملته الانتخابية، وإنْ سجّل عليه أنصاره ما اعتبروه مواقف سلبية أو «غامضة» من الحرب السورية والموقف من حركة «حماس» الفلسطينية، بل تنتقد ما تعتبر أنها ظروف تنافس غير متكافئة. ويستفيد أردوغان في شكل ضخم من منصبه رئيساً للوزراء في حملته الانتخابية، في شكل تراه المعارضة غير نزيه وغير أخلاقي، فيما يحارب إحسان أوغلو ودميرطاش بجهود متواضعة للوصول إلى الناخبين. ولا يوفّر أردوغان أي مشروع حكومي أو إنجاز رسمي، ليحوّله لمصلحة حملته الانتخابية، كما فعل في افتتاح القطار السريع الذي تحوّل منصة دعاية انتخابية لرئيس الوزراء ضد خصميه. ويتهم المرشحان المعارضان أردوغان بأنه يستغلّ وسائل المواصلات الحكومية والطائرات، للتنقّل مجاناً وترتيب لقاءات شعبية، برعاية أجهزة الأمن والمحافظين. بل أن دميرطاش اشتكى من تجيير التلفزيون الحكومي لمصلحة أردوغان، لافتاً إلى أنه «بثّ نحو 300 ساعة من الدعايات الانتخابية والتصريحات لأردوغان خلال حملته الانتخابية، في مقابل لا شيء عن المرشحَين الآخرين». كما اتهم إحسان أوغلو التلفزيون الرسمي بحذف تصريحات له، في وثائقي يُبثّ كل شهر رمضان عن العالم الإسلامي. وشكا مرشحا المعارضة من آلية التبرّع لحسابات المرشحين، إذ لا يعرف مصدرها سوى المرشح، ما يوجد مناخاً ضاغطاً على رجال الأعمال للتبرّع لأردوغان من أجل استرضائه، فيما لا يعرف أحد غيره مَن لم يدفع منهم، أو مَن دفع وكم، وهذا أمر يتّضح من كثرة التبرعات في حساب أردوغان، في مقابل تواضع حسابَي منافسيه. واعتبر الكاتب أحمد هاكان أن أردوغان مثل «رجل مدمِّر» يسحق خصميه بدعاياته السياسية وتشويه سمعتهما، «بل أنه قادر على سحق السلطان محمد الفاتح، لو خرج من قبره لمنافسته في الانتخابات، عبر تشويه سمعته في وسائل الإعلام». وهذا ما اشتكى منه إحسان أوغلو، مندداً بمواجهته «حملة ضخمة من أكاذيب إعلامية»، في إشارة إلى تصريحات أردوغان عنه، والجيش الإعلامي الموالي للأخير، والذي يعكف على تكرارها وتضخيمها. في المقابل، يعتبر رئيس الوزراء أن المنافسة عادلة، متهماً خصميه بالتمهيد منذ الآن لتبرير خسارتهما المتوقعة.