أكد نائب وزير الخارجية والمغتربين السوري فيصل المقداد أن بلاده «نفذت في شكل تام» التفاهم الأولي الذي تم التوصل اليه بين دمشقوالأممالمتحدة لضمان قيام المراقبين الدوليين ب «دورهم في شكل محايد ومهني ونزيه ويضمن لسورية سيادة غير منقوصة». كما قال المقداد ان الحكومة القادمة «ستكون حكومة وحدة وطنية ونحن نرحب بكل المعارضة البناءة التي تريد العمل من أجل بناء سورية». ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) عن المقداد قوله إن بعثة المراقبين الدوليين «لم تسجل أو تبلغ حتى الآن عن أي انتهاكات من قبل الحكومة لخطة (مبعوث الاممالمتحدة كوفي) انان، وأن الانتهاكات ترتكب من الطرف الآخر سواء من المسلحين والإرهابيين أو الذين يدعمونهم بالسلاح والمال». وقال المقداد: «المجموعات الإرهابية المسلحة لم تنفذ خطة انان، وهي لو فعلت ذلك ولو قامت بعثة الأممالمتحدة بفرضها عليها وعلى الأطراف الأخرى، لكانت سورية تعيش في أمن وسلام. وسورية إذا كانت تنتظر وتتحمل ففي نهاية المطاف ستطالب بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه وهي تأمل ممن يقومون بإحاطة الإعلام وبالتصريح أمام مجلس الأمن الدولي أن يأخذوا ذلك في الاعتبار». وجدد نائب وزير الخارجية والمغتربين السوري التزام بلاده إنجاح خطة انان وتنفيذ بنودها، لافتاً إلى أن «المشكلة في الدول التي لم تكن تريد بعثة المراقبين أصلاً وهذا ما يفرض على الأممالمتحدة مطالبة الأطراف الأخرى بتنفيذ التزاماتها ومطالبة من يرعاها بتنفيذ اتفاق الأممالمتحدة». وأوضح المقداد ان هناك «دولاً عربية تتضامن مع سورية وتتواصل معها، لكن وضع هذه الدول لا يسمح لها الآن أن تعلن عن ذلك في ظل الضغوط التي تمارس عليها، وسورية تتفهم ذلك لأن قلبها كان دائماً كبيراً ويتسع لكل العرب بأخطائهم وإيجابياتهم». وأشار المقداد إلى أن لكل دولة «مصالحها الإقليمية والدولية، لكن الموقفين الروسي والصيني تجاه ما يجري في سورية والمنطقة لن يتغيرا لأنهما منطلق من مبادئ وأسس وليس من مصالح ضيقة كما هو حال السياسات الأميركية والغربية. وقال: «مجلس الأمن لم يعد ساحة لعب للولايات المتحدة وأوروبا الغربية». وقال المقداد إن انتخابات مجلس الشعب كانت «ناجحة والمشاركة الجماهيرية كانت أكثر مما هو متوقع وهذا يدل على قبول السوريين الإصلاحات واستعدادهم للتضحية بأرواحهم كي تبقى سورية دولة ذات سيادة وقادرة على لعب دورها في هذه المنطقة»، مشيراً إلى أن الحكومة القادمة «ستكون حكومة وحدة وطنية ونحن نرحب بكل المعارضة البناءة التي تريد العمل من أجل بناء سورية». الى ذلك، أعلنت «سانا» انه «تم إخلاء سبيل 250 موقوفاً ممن تورطوا في الأحداث الأخيرة ولم تتلطخ أيديهم بالدماء»، مشيرة الى ان 72 مواطناً «ممن غرر بهم وتورطوا في الأحداث الأخيرة ولم تتلطخ أيديهم بالدماء سلموا أنفسهم مع أسلحتهم إلى الجهات المختصة في حلب وإدلب ودمشق، تمت تسوية أوضاعهم بعد تعهدهم بعدم العودة إلى حمل السلاح والتخريب أو القيام بما يمس أمن سورية مستقبلاً».