«الحياة»، أ ف ب، رويترز - قال ناشطون وشهود إن قوات الأمن السورية عززت عملياتها في حمص وريفها، متحدثين عن «إعدامات ميدانية» جديدة في حمص أدت إلى عشرات القتلى والجرحى. كما قتل ثلاثة أشخاص بينهم طفلة في إطلاق نار من رشاشات ثقيلة على مخيم للنازحين في مدينة درعا، وخمسة أشخاص اثر إطلاق نار على مدينة خان شيخون في إدلب. في موازاة ذلك، أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أمس أن «ثلاثة إرهابيين أحدهم يحمل الجنسية الليبية والآخرين يحملان الجنسية التونسية، أقروا بتسللهم إلى سورية عبر الحدود التركية لتنفيذ هجمات إرهابية بالتنسيق بين تنظيم «القاعدة» و «الجيش الحر». وعن التطورات في حمص، قتل 15 شخصاً بينهم رجل دين في «إعدامات ميدانية» بأيدي قوات النظام بعد اقتحامها حياً في حمص. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان أمس أن 15 شخصاً قتلوا في حي الشماس في المدينة «خلال إعدامات ميدانية في مجزرة جديدة من مجازر النظام السوري»، ذاكراً من بينهم الشيخ مرعي زقريط، إمام مسجد أبو هريرة. كما قتل أحد عشر شخصاً أمس في اشتباكات وعمليات عسكرية للقوات النظامية في جنوب وشمال غربي ووسط سورية. وأفاد ناشطون وشهود أن خمسة أشخاص قتلوا في إطلاق نار من رشاشات ثقيلة على مدينة خان شيخون في ريف إدلب (شمال غرب). والقتلى هم طفل ورجل وثلاثة مقاتلين من المجموعات المسلحة المنشقة. في محافظة حمص، قتل مواطن في قصف تتعرض له مدينة الرستن في ريف المحافظة والتي تتعرض لهجمات عنيفة منذ أيام في إطار مساعي قوات النظام استعادة السيطرة عليها. وكانت الرستن التي تعتبر أحد معاقل الجيش السوري الحر، تعرضت لمحاولة اقتحام يوم الاثنين، قتل خلالها 23 جندياً نظامياً. كما تعرضت لقصف شبه متواصل خلال الأيام الماضية تسبب بسقوط عدد من القتلى والجرحى. وقال رئيس «منظمة الهلال الأحمر العربي السوري» عبد الرحمن العطار أمس أن المنظمة «مستمرة بتقديم خدماتها الإنسانية والإسعافية في مدينة حمص (وسط البلاد) والمحافظات كافة». وأضاف أن «سيارة تابعة للهلال الأحمر تعرضت الثلثاء لإطلاق نار أثناء قيام المتطوعين بإجلاء عائلات منكوبة من حي القصور في حمص ما أسفر عن إصابة أحد المسعفين وتم تدارك الأمر»، وقال: «إننا في منظمة الهلال الأحمر العربي السوري ندين مثل هذه الأعمال التي تؤثر سلباً في الخدمات التي تحتاجها الفئات الأشد ضعفاً». وفي مدينة درعا (جنوب)، قتل ثلاثة أشخاص بينهم طفلة في إطلاق نار من رشاشات ثقيلة مصدره القوات النظامية على مخيم للنازحين فجراً. كما قتل شاب برصاص قوات الأمن خلال حملة مداهمات واعتقالات في قرية المليحة في محافظة درعا. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مدينة انخل في درعا تعرضت لإطلاق نار من رشاشات ثقيلة وقذائف من القوات النظامية، تبعتها حملة مداهمات، مشيراً إلى مقتل ضابط من القوات النظامية في اشتباكات في المدينة بعد منتصف الليل. من جهة ثانية، ذكر المرصد السوري أن قوات الأمن السورية حاولت منذ صباح أمس اقتحام قرية اللطامنة في ريف حماة (وسط) من المدخل الجنوبي، ووقعت اشتباكات بينها وبين مجموعات منشقة. وفي سراقب في محافظة إدلب، سجل انشقاق ثلاثة جنود عن القوات النظامية والتحاقهم بالمجموعات المنشقة في المدينة، وفقاً للمرصد السوري. إلى ذلك، قال قائد من مقاتلي المعارضة السورية إنهم أعادوا أمس ستة مراقبين تابعين للأمم المتحدة -كانوا حوصروا خلال هجوم في خان شيخون بريف إدلب أدى إلى مقتل 21 شخصاً على الأقل- إلى زملاء لهم وأنهم نقلوا إلى مقرهم في دمشق. وأوضح المعارض الذي عرف نفسه بأبو حسن في اتصال بهاتف يعمل من خلال الأقمار الاصطناعية لرويترز إن مقاتلي المعارضة سلموا المراقبين الستة بسيارتهم إلى قافلة الأممالمتحدة قرب مدخل خان شيخون وإنهم جميعاً بخير وبصحة جيدة وفي طريقهم إلى دمشق. وأظهرت لقطات فيديو بثها «الجيش السوري الحر» قافلة للأمم المتحدة ضمت عربات متضررة تابعة للمنظمة الدولية محمولة على شاحنات وهي تتحرك من المنطقة. وقال أبو حسن إن المراقبين الذين تضررت عرباتهم خلال الهجوم الذي وقع على جنازة في خان شيخون «ظلوا تحت حماية مراقبي المعارضة السورية منذ ذلك الوقت». وكان المراقبون أمضوا ليلتهم مع مقاتلي المعارضة الذين قالوا إن مغادرتهم وحدهم لن تكون آمنة. وقال مقاتلو المعارضة إن هجوم أول من أمس نفذته قوات حكومية بينما اتهمت وسائل إعلام حكومية «مسلحين مجهولين» بتنفيذه. من ناحيته، قال الناشط أبو همام من خان شيخون لفرانس برس في اتصال هاتفي إن ناشطين «رافقوا المراقبين الستة إلى مكان آمن داخل المدينة حيث أمضوا الليل»، مشيراً إلى أن الأممالمتحدة كانت أرسلت أمس سيارة لاصطحابهم، لكن السيارة لم تتمكن من دخول المدينة بسبب القصف وإطلاق النار». وأشار إلى أنه تم إرسال ثلاث سيارات أخرى اليوم (أمس)، «وتم إخراج المراقبين». وقال إن هؤلاء «رأوا القتلى بأعينهم» في خان شيخون. وتابع أبو همام: «لم ننم منذ الأمس، وكنا نسمع أصوات القصف وإطلاق النار طيلة الليل». وذكر أن «القصف توقف بين الخامسة والسابعة صباحاً (4,00 ت غ)، ثم استؤنف»، وأن الناس في المناطق التي تعرضت للقصف: «كانوا خائفين وحاولوا الفرار إلى أحياء أكثر أمناً». وفي وقت سابق قال الميجر جنرال روبرت مود قائد بعثة المراقبة للصحافيين في دمشق: «تحدثنا معهم (المراقبين) هاتفياً. يقولون لنا إنهم على ما يرام حيث هم وإنهم في أمان. سنقوم بإحضارهم هذا الصباح (أمس)». وأكدت مصادر في الأممالمتحدة أن المراقبين كانوا تحت «حماية» مقاتلي المعارضة في «أجواء ودية». وقال أحمد فوزي الناطق باسم الوسيط الدولي كوفي أنان إن قافلة الأممالمتحدة أصيبت بعبوة ناسفة بدائية الصنع في خان شيخون أول من أمس. ويوجد في سورية نحو 200 مراقب للإشراف على تطبيق وقف لإطلاق النار منذ 12 نيسان (أبريل). في موازاة ذلك، أفادت وكالة (سانا) أمس أن «ثلاثة إرهابيين أحدهم يحمل الجنسية الليبية والآخرين يحملان الجنسية التونسية، أقروا بتسللهم إلى سورية عبر الحدود التركية لتنفيذ هجمات إرهابية بالتنسيق بين تنظيم «القاعدة» وميليشيا ما يسمى «الجيش الحر». وأجرى التلفزيون السوري مقابلات مع الثلاثة. وأوضحت «سانا» أمس أن أحدهم فهد عبد الكريم صالح الفريطيس قال إنه ليبي من مواليد 1991»، موضحاً: «أحد أصدقائي اتصل بي ويدعى محمد ويتبع تنظيم القاعدة وطلب مني بما أنني أمتلك الخبرة في القتال والسلاح وشاركت في الثورة أن أذهب إلى سورية وأقاتل مع المسلمين هناك ضد النظام فأبلغته بأنه لا مشكلة لدي فأعطاني رقم شخص يلقب بأبي أحمد وقال لي إنه تابع للجيش الحر»، مشيراً إلى أنه توجه بعد ذلك إلى إسطنبول في تركيا واتصل بأبي أحمد الذي طلب منه الحضور إلى أنطاكيا «وبعد وصولي دخلت الحدود إلى سورية عن طريق التهريب سيراً على الأقدام وبعد ذلك جاءتنا سيارة تابعة لأبي أحمد حسب ما أخبرنا الشخص الذي كان في السيارة وتوجهنا إلى مدينة اللاذقية» غرب سورية. كما أضافت «سانا» عن شخص يدعى أسامة مختار هذلي، قال إنه تونسي من مواليد عام 1990 وذهب إلى ليبيا مرتين». وزاد: «بعد فترة بدأت أتابع أخبار ما يجري في سورية كما تابعت ما جرى في ليبيا فأحببت أن أشارك بالثورة فيها ولكن لم أكن أعلم طريقة الوصول إليها بسبب عدم امتلاكي المال فعدت إلى ليبيا للعمل وخلال وجودي هناك اتصل بي صديقي رضاء وأبلغني أنه سيذهب إلى سورية فقلت له سأذهب معك، إن رضاء جاء إلي ومعه سامي ووليد وتوجهنا بعدها إلى تركيا وكان معنا رقم هاتف أبي أحمد الذي تكفل بإدخالنا إلى سورية فاتصلنا به ونسقنا وطلب منا القدوم إلى أنطاكيا وكانت له علاقة مع شخص اسمه أبو طلحة الذي يمتلك مجموعة جهادية في سورية وهو على علاقة بتنظيم القاعدة»، لافتاً إلى تسلله إلى سورية . وبث التلفزيون أيضاً مقابلة مع شخص يدعى مجدي بن العياشي العياري، قال انه تونسي من مواليد عام 1985 وشارك في القتال في ليبيا. وبعدما عاد إلى بلاده، تساءل: «لماذا لا أشارك في الثورة السورية بما أنني شاركت في الثورة الليبية؟». وأضافت «سانا» إن شيخا في مسجد «النور» أبلغه: «إنني على اتصال مع شخص في سورية اسمه أبو أحمد وهو قيادي في تنظيم القاعدة وعلى علاقة بالجيش الحر، وإذا كنت راغباً اتصل معه وأعطيك رقمه وتذهب إليه وتتفاهم معه». وأضاف: «بعد وصولنا أخذوني إلى أحد المنازل ولم أكن وحدي بل كان هناك أشخاص آخرون من تونس أحدهم يدعى محمد اليعقوبي والثاني يدعى محمد بن ثابت والثالث سهيل الصقاصلي ثم جاء إلينا أبو أحمد ورحب بنا وسألنا إذا كنا مدربين على السلاح وأنا عن نفسي أخبرته أنني شاركت في الثورة الليبية ولدي خبرة بالسلاح فقال لنا سيأتيكم مهرب من طرفي كي يلحقكم بالكتيبة الخاصة بمجاهدينا لكي تقاتلوا معها».