يسعى النصر إلى الاستفادة من عاملي الأرض والجمهور، لوضع قدم في المباراة الختامية لبطولة كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال، عندما يلاقي نظيره الفتح في مواجهات الذهاب من دور الأربعة، وكان وصول الفريق الأصفر لهذه المرحلة من البوابة الأصعب عندما أقصى حامل اللقب في النسختين الأولى والثانية فريق الشباب، عندما تغلب عليه ذهاباً وإياباً بذات النتيجة (2-1)، فيما تأهل الفتح على حساب الاتفاق، عندما كسبه ذهاباً (2-1)، وإياباً (3-2). النصر قدم أداءً استثنائياً في مواجهتي الشباب الأخيرة، وأكد عزمه على مواصلة المشوار نحو تحقيق أغلى الكؤوس، وبات مرشحاً قوياً جداً لبلوغ المباراة الختامية عطفاً على الفوارق الفنية بينه وبين ضيفه الفتح، كما أن الحضور الجماهيري الكبير المنتظر، سيكون دافعاً للفريق الأصفر لتجاوز إخفاقات المواسم السابقة كافة، والعودة إلى منصات التتويج بعد غيبة طويلة جداً. المدرب الكولومبي ماتورانا كسب رضا الجماهير الصفراء التي أصبحت تعلق عليه أمالاً عريضة لتحقيق ما عجز عنه من سبقه من مدربين، ويملك عناصر رائعة في كافة المراكز، إلى جانب الروح القتالية لكل اللاعبين، إذ تجد معظم اللاعبين يتفوق على إمكاناته الفنية من خلال الحماسة والقتالية، ما جعل الفريق يحقق أفضل النتائج في المواجهات الأخيرة، ودائماً ما يعتمد ماتورانا على تكثيف مناطق المناورة بأكثر عدد من اللاعبين، والاكتفاء بمحمد السهلاوي وحيداً في خط المقدمة، مع اندفاع الجزائري الحاج بوقاش وسعود حمود خلف السهلاوي في حال الهجمة، إلى جانب انطلاقات الشاب خالد الغامدي وخالد الزيلعي على الأطراف، ما جعل الهجمة الصفراء أكثر ضراوة. فيما يشكل خالد عزيز في حال اكتمال جاهزيته البدنية، وإبراهيم غالب سداً منيعاً على محور الارتكاز، يصعب تجاوزه بسهولة إلى مناطق الخطر، ما يمنح محمد عيد وعبده برناوي فرصة التقاط الكرات من بين أقدام المهاجمين بكل سهولة. النصر يملك دكة احتياط أكثر من جيدة، بوجود البرازيلي ريتشي والشابين يوسف خميس وشايع شراحيلي، وكذلك عبدالرحمن القحطاني ومالك معاذ. وعلى الجهة الأخرى، يتطلع الفتح إلى تحقيق المعادلة الصعبة جداً، وتجاوز عقبة النصر كما فعل أمام الاتفاق في دور الثمانية، وسيبحث مدربه التونسي فتحي الجبال جاهداً عن العودة بأفضل النتائج التي تبقي على حظوظ فريقه في التأهل، ودائماً ما يكون اعتماد فتحي الجبال على الهجمات الخاطفة لتهديد مرمى الخصوم، مستفيداً من المهارة العالية جداً للبرازيلي جوزية إلتون في منتصف الميدان، إذ ينجح في قيادة الهجمة المرتدة بكل اقتدار، إلى جانب القدرة العالية في تسجيل الأهداف سواء من خلال التسديد من مسافات بعيدة أو تنفيذ الكرات الثابتة، كما أن الثلاثي ربيع سفياني وحمدان الحمدان والكنغولي موريس سالمو يشكلون قوة ضاربة تهدد مرمى الخصوم، إضافة إلى حيوية حسين المقهوي وعبدالله الدوسري في منتصف الميدان. التونسي فتحي الجبال يدرك تماماً أن الخصم يتفوق على فريقه عدة وعتاد، لذا لن يتردد في إغلاق المناطق الخلفية بأكثر عدد من اللاعبين، ومحاولة الخروج بشباك نظيفة، قبل التفكير في كيفية تسجيل الأهداف، وعلى رغم المستويات الكبيرة التي قدمها الفريق هذا الموسم، إلا أن مباراة اليوم تختلف تماماً، ففي حال التجاوز بنتيجة إيجابية سيكون الفريق على أعتاب مجد كبير وكبير جداً، من خلال الحضور في نهائي أغلى الكؤوس، وجماهير الفتح كافة تمني النفس بأن لا يفرط اللاعبون في فرصة التأهل إلى المباراة الختامية، خصوصاً أن المسافة باتت قريبة جداً من تحقيق الحلم. العديد من النقاط الرياضيين يرون أن المهمة لن تكون صعبة على النصر في العبور إلى النهائي، وأن الفريق قادر على الحسم الباكر، قبل خوض مباراة الإياب، إلا أن فريق الفتح ومدربه التونسي فتحي الجبال، اعتادوا على قلب الترشيحات، وتأكيد قدرتهم على مقارعة الكبار في المحافل كافة.