تحتل الروبوتات والأجهزة الإلكترونية الذكية مكانة أكبر في المجتمع خصوصاً في مجال العمل، إذ باتت الأتمتة تهدد بزوال عدد من الوظائف في المستقبل القريب، ما يثير مخاوف اقتصادية واجتماعية. وأوردت دراسة أعدّها مركز «بيو» الأميركي للبحوث، أن «48 في المئة من الخبراء ال 1900 الذين استُطلعت آراؤهم بين تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2013 وكانون الثاني (يناير) الماضي، اعتبروا أن «الطفرة الحاصلة في مجال الأتمتة ستقضي على وظائف كثيرة وتزيد الفروق في الرواتب». وأعلن مؤسس مجموعة «ريليشنشيب ايكونومي ايكسبيديشن» الفكرية (تضم رؤساء شركات) جيري ميكالسكي، أن الأتمتة «باتت شبيهة ب «اللورد فولدمورت» أو القوة المخيفة التي لا يجرؤ أحد على التلفظ باسمها». ورأى مدير مشروع الانترنت في مركز «بيو» لي رايني، أن «غزو الروبوتات والاختراعات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي يتطلب تحولاً ف، خصوصاً في النقل ومطاعم الوجبات السريعة والطب». ويؤدي هذا الأمر على ما قال رايني، إلى «تقلص حجم الطبقة الوسطى وزيادة كبيرة في عدد العاطلين من العمل»، لكن هذا الاتجاه نحو مزيد من الأتمتة يمكن أن يحصل بطريقة «أكثر فعالية وإنتاجية». وتوقع الخبراء تطوير تقنيات جديدة متعلقة بالأتمتة بحلول عام 2025، بينها سيارات من دون سائق وطائرات من دون طيار لتسليم الطلبات، ومساعدون شخصيون عبر الهواتف الذكية أو حتى كتابة صحافية عبر أنظمة الحلول الحسابية. ولم يستبعد الخبراء أن «تساعد هذه التقنيات قريباً على إنجاز مهمات روتينية معقدة لا تزال من اختصاص بعض الحرفيين والمحاسبين والمحامين والعمال». لكن 52 في المئة من الخبراء، لفتوا إلى أن هذه التجهيزات التكنولوجية «ستقوم بأعمال غير مرغوب فيها، وستؤدي إلى ظهور وظائف جديدة للعمال من البشر، تتعلق تحديداً بتركيب هذه الأجهزة وصيانتها». وأشار أحد مؤسسي الانترنت نائب رئيس مجموعة «غوغل» فينت سيرف، إلى أن «التكنولوجيا أوجدت تاريخياً وظائف أكثر من تلك التي تسببت بزوالها، ولا سبب يدفع إلى الاعتقاد بأن الوضع سيكون مغايراً في هذه الحالة».