خيّمت أمس أجواء من التفاؤل بقرب التوصل الى اتفاق شامل يضع حداً لإضراب الأسرى الفلسطينيين في سجون الإحتلال الإسرائيلي، إذ أكدت مصادر فلسطينية متطابقة أن الاتصالات المصرية - الإسرائيلية حققت تقدماً على سبيل إنهاء هذا الملف. في هذه الأثناء، واصل 1600 أسير إضرابهم عن الطعام لليوم ال 26، فيما دخل إضراب بعضهم يومه ال 76 وبات خطر الموت يهددهم. وقال رئيس الحكومة المقالة في غزة اسماعيل هنية في تصريح مقتضب أمس إن «تقدماً طرأ في اتصالات مصر مع الإسرائيليين لتنفيذ بنود صفقة تبادل الأسرى» من شأنه ان يسمح «بتطور مهم» في شأن مطالب الأسرى. واضاف ان وفداً من حركة «حماس» موجود في القاهرة «منذ أيام لمتابعة» هذه المسألة. وفي رام الله، كشف مسؤولون فلسطينيون ل «الحياة» أن لجنة إسرائيلية مختصة بالإضراب ستجتمع اليوم لوضع ردودها على مطالب الأسرى. وقال مسؤول رفيع إن مصر تجري اتصالات مع الجانب الإسرائيلي لهذا الغرض، وأنها قلقة من حدوث وفيّات بين المضربين تؤدي الى انهيار التهدئة في قطاع غزة، خصوصاً في فترة الانتخابات الرئاسية المصرية. وكشف أن السلطات الإسرائيلية أبدت استعداداً مبدئياً لإخراج الأسرى من العزل، والسماح لذوي الأسرى في قطاع غزة بزيارة أبنائهم في السجون الإسرائيلية، وعدم تمديد اعتقال الأسرى الإداريين في حال توقيعهم على تعهد بعدم ممارسة أي نشاط أمني. وقال إن هذه الإجابات قيد الدرس من جانب الأسرى المضربين عن الطعام. وتوقع وزير شؤون الأسرى والمحررين في السلطة الفلسطينية عيسى قراقع أن تشهد الساعات ال 24 المقبلة «حلاً إيجابياً لقضية الأسرى المضربين عن الطعام، خصوصا في ما يتعلق بوضع حدٍ للاعتقال الإداري وإنهاء العزل الفردي وزيارات أهالي قطاع غزة». كما نقل المكتب الإعلامي ل «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» عن أحد أعضاء لجنة قيادة الإضراب توقعه أن «تشهد الساعات القليلة المقبلة اتفاقاً شاملاً بين الأسرى المضربين ومصلحة سجون الاحتلال، بضمانة مصرية لضمان التزام تنفيذ مطالب الأسرى»، مشدداً على أن «الضمانة المصرية للاتفاق ستقطع الطريق على أي مراوغة أو تراجع الإحتلال عن التزام بنود الاتفاق». على صعيد آخر، من المقرر أن يكون المفاوض الإسرائيلي اسحق مولخو وصل الى رام الله للقاء الرئيس محمود عباس وتقديم رد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على رسالة الرئيس الفلسطيني، لكن مسؤولين فلسطينيين قالوا ل «الحياة» إن توقعاتهم بتلقي أجوبة إيجابية من نتانياهو دون الصفر. وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ياسر عبد ربه إنه يستبعد أن يحمل الرد الإسرائيلي جديداً أو أن يتضمن تغييراً في نهج التوسع الاستيطاني. واضاف ان القيادة الفلسطينية ستشرع في الاعداد للخطوات السياسية المقبلة، مثل التوجه الى المجتمع الدولي، والعمل على تمتين الجبهة الداخلية. وقال إن انضمام حزب «كديما» الى الائتلاف الحكومي الإسرائيلي سيقود لمزيد من التطرف وليس الى العقلانية.