جددت الحكومة الألمانية أمس انتقاداتها للسياسة الاستيطانية التي تمارسها إسرائيل في القدسالشرقية والأراضي الفلسطينية المحتلة، رافضة ادعاء رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو أن القدس مدينة موحدة وتحت السيادة الإسرائيلية. وشددت برلين على ضرورة التزام «خريطة الطريق» المتوافق عليها والتي اشترطت وقف الاستيطان بصورة واضحة. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الألمانية ينس بلوتنر ل «الحياة» إن المستشارة أنغيلا مركل ووزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير انتقدا أكثر من مرة في الفترة الماضية النشاط الاستيطاني لإسرائيل، خصوصاً خلال الزيارة التي قام بها وزير الخارجية لإسرائيل أخيراً. وإذ ذكر أن هذه المواقف «لم تتغير، وأن برلين تنظر بقلق كبير إلى استمرار البناء الاستيطاني»، أضاف أن الاستيطان «يشكل عقبة على طريق إرساء حل سلمي في الشرق الأوسط». وتابع أن الاستيطان «يرسم وقائع على الأرض تصعِّب الاتفاق على المسائل المختلف عليها والخاصة بالوضع النهائي للأزمة». وعن القدسالشرقية التي تعتبرها إسرائيل عاصمة موحدة للدولة العبرية، قال بلوتنر رداً على سؤال إن وضع القدس «هو أحدى المسائل النهائية لأزمة الشرق الأوسط، الأمر الذي أكدته إسرائيل أيضاً». وأضاف أنه بالنسبة إلى القدسالشرقية «توجد مشكلتان يدور خلاف حولهما: الوضع النهائي للقدس من جهة، ومواصلة الاستيطان عموماً من جهة أخرى». وأوضح أنه لهذا السبب، وباستثناء دولتين في أميركا اللاتينية، فإن كل سفارات الدول المعترفة بإسرائيل، ومنها السفارة الألمانية، موجودة في تل أبيب وليس في القدس. ولم يُظهر المسؤول الألماني حماساً لفكرة ممارسة ضغوط أو فرض عقوبات على إسرائيل في حال استمرار تعنتها، قائلاً إن حكومته «تناقش الأمر مع الحكومة الإسرائيلية بصورة منتظمة، وتفضل بذل جهد إقناعي معها» على قاعدة أن الاستقرار السياسي في المنطقة يفرض إنهاء السياسة الاستيطانية المتبعة.