رفع نائب من «حزب الشعب الجمهوري» المعارض في تركيا شكوى ضد رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، إذ اتهمه بإثارة كراهية عنصرية، بعدما اعتبر أنه تعرّض لإهانة اثر حديث خصومه عن أن أصوله أرمنية أو جورجية. وقدّم النائب خورشيد غونيش الشكوى أمام محكمة أمس، ضد «تصريحات عنصرية» أدلى بها أردوغان الذي ينافس مرشح المعارضة أكمل الدين إحسان أوغلو والمرشح الكردي صلاح الدين دميرطاش في انتخابات الرئاسة المرتقبة الأحد المقبل. وكان رئيس الوزراء قال في مقابلة تلفزيونية: «قيل كثير عني. قال بعضهم إنني من أصل جورجي. وأحدهم قال أمراً أكثر سوءاً، وأطلب منكم المعذرة، إنني أرمني. على حد علمي قال لي جدي وأبي إنني تركي». وأثارت هذه العبارة استياءً عارماً على مواقع التواصل الاجتماعي، وعلّق هايكو بغدات، وهو صحافي تركي من أصل أرمني على موقع «تويتر»، مخاطباً أردوغان: «أعذرني لكن إرحل وترشّح لتصبح رئيس بلد آخر». أردوغان المعروف بتصريحاته الاستفزازية، صعّد خلال الحملة الانتخابية التلميحات العرقية والطائفية، إذ دعا رئيس «حزب الشعب الجمهوري» كمال كيليجدارأوغلو الى تأكيد انتمائه إلى الطائفة العلوية، قائلاً: «كيليجدارأوغلو يمكنك أن تكون علوياً وسأحترمك. لا تتردد ولا تخفْ، قلْ ذلك بلا خوف. أنا سنّي». واتهم رئيس الوزراء التركي المعارضة باستغلال ملف التركمان، في السياسة الداخلية والانتخابات، بعدما اتهمت الحكومة بإبداء اهتمام أكبر بغزة، مقارنة باهتمامها بالتركمان في سورية والعراق. وقال: «لا ننظر إلى دين المظلوم أو مذهبه أو لغته أو لونه أو عرقه، نحن حكومة اهتمت بالتركمان كما اهتمت بغزة». كما انتقد أردوغان كيليجدارأوغلو ورئيس حزب «الحركة القومية» المعارض دولت باهشلي، بعدما اتهما الحكومة بمتابعة دعمها تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) وإمداده بالسلاح. واعتبر أن «إطلاق هذه الاتهامات هدفه إثارة ضوضاء، فإن لم تكن حقيقة، فستثير بلبلة». ورفض أردوغان تساؤلات وشكوكاً بإمكان حدوث تزوير في الانتخابات، أثارها إحسان أوغلو، بتساؤله عن سبب طبع اللجنة العليا للانتخابات نحو 18 مليون ورقة اقتراع «زائدة»، على سبيل «الاحتياط». وقال رئيس الوزراء: «ثمة زيادة في أعداد أوراق الاقتراع، لأن أعداد الناخبين زادت حوالى 6 ملايين، أي أن أوراق الاقتراع الزائدة كانت بعدد الناخبين الجدد، لا كما تذكر المعارضة». معلوم أن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا التي ستراقب الانتخابات في تركيا، كانت أول مَن أشار إلى طبع أوراق اقتراع زائدة، معتبرة أن الأمر «يفتقر إلى أساس قانوني». إلى ذلك، حظّرت لجنة الانتخابات عرض إعلان انتخابي لأردوغان على شاشات التلفزة، يتضمّن صوت أذان وسجادة صلاة وسبحة». وتنص المادة 58 من قانون الانتخابات على «منع استخدام العلم التركي، والعبارات الدينية على كل أنواع المطبوعات في الدعاية الانتخابية»، كما يحظّر قانون الأحزاب التركي «استغلال الدين والمسائل التي تُعتبر مقدسة دينياً».