قصفت وحدات عسكرية تونسية صباح أمس، مناطق متفرقة من جبل «فرنانة» في محافظة جندوبة شمال غربي البلاد بهدف تدمير مخابئ جماعات مسلحة، ما أدى إلى مقتل مدني وجرح آخران، فيما صرح وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن تونس تمثل «منارة أمل» في العالم العربي نظراً لتقدمها على المسار الانتقالي الديموقراطي. وأصابت مدفعية الجيش التونسي خطأً، تجمعاً سكنياً قريباً من الجبل مؤلَّف من 10 منازل، ما أسفر عن مقتل شاب بعد إصابته بشظايا قذيفة وفق ما أكده شهود إلى «الحياة». وهذه المرة الأولى التي يُصاب فيها مدنيون منذ انطلاق العمليات العسكرية التي ينفذها الجيش ووحدات الحرس الوطني (الدرك) ضد مجموعات مسلحة تابعة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي تتخذ من جبال الشريط الحدودي الغربي بين تونس والجزائر منطلقاً لعملياتها ضد الأمن والجيش في تونس. في سياق متصل، انفجر لغم أرضي مساء أول من أمس، في جبل «سمامة» القريب من الحدود الجزائرية في محافظة القصرين غربي البلاد من دون وقوع إصابات بشرية في صفوف الجيش وفق ما أعلنت وزارة الدفاع التونسية في بيان. وأشارت مصادر عسكرية إلى أن العربة المستهدفة مضادة للألغام والهجمات، بدأت القوات الحكومية باستخدامها أخيراً في عمليات التمشيط وتعقب المسلحين الذين يستهدفون الوحدات العسكرية والأمنية في المناطق الغربية الحدودية. وجاء هذا الانفجار بعد 4 أيام من الهجوم على ثكنة «سبيطلة» في محافظة القصرين الذي أسفر عن مقتل جندي، فيما تواصل قوات الجيش والدرك تعقب منفذي العملية الذين يُقدَّر عددهم ب20 مسلحاً في الجبال القريبة من المدينة. في سياق آخر، اعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس، أن تونس «تمثل منارة أمل في العالم العربي بفضل الخطوات التي خطتها على طريق التحول الديموقراطي»، متعهداً بدعمها في مواجهة خطر «التطرف الإسلامي». وحذر كيري، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التونسي المنجي الحامدي، من أن «فشل تونس سيعرض المنطقة إلى خطر على الصعيد الأمني»، مضيفاً أن «هناك دوماً خطر مقاتلين أجانب يعودون من سورية لإحداث قلاقل في البلاد، والولاياتالمتحدة ستدعم تونس لمواجهة هذا التحدي». وقال كيري على هامش قمة الولاياتالمتحدة- أفريقيا التي تشارك فيها 50 دولة إفريقية في واشنطن، إن «تونس منارة لأنها تجتاز مرحلة تحول ديموقراطي وتبلي بلاءً حسناً ونجحت في مواجهة تحديات عدة لكنها تحتاج إلى مساعدة». واعتبر وزير الخارجية التونسي أن بلاده هي أحد نماذج الأمل في المنطقة، مشدداً على أنه «إذا فشلت تونس فالمنطقة بأسرها ستكون في خطر». وأعرب الحامدي عن قلقه من تدهور الوضع الأمني في ليبيا جراء المعارك بين ميليشيات إسلامية وأخرى موالية للواء المتقاعد خليفة حفتر، ونزوح آلاف الليبيين والمصريين الى تونس هرباً.