جدد الجيش التونسي أمس، قصفه الجوي والمدفعي على جبل «الشعانبي» وجبل «سمامة» (غرب) إثر رصد تحركات مشبوهة فيهما، وذلك فيما واصلت الوحدات الأمنية والعسكرية حملتها ضد عناصر محسوبة على التيار السلفي الجهادي في محافظات عدة من البلاد. وأكد مصدر في الجيش التونسي ل«الحياة» أن القوات الحكومية تقوم بتمشيط المنطقة الجبلية الحدودية بين تونسوالجزائر بحثاً عن مسلحين استهدفوا ثكنة عسكرية قبل يومين، مضيفاً أن جندياً أُصيب بطلق ناري أثناء عملية التمشيط إثر تعطل المروحية التي كان يستقلها في جبل «سمامة» برفقة عدد من العسكريين. وذكرت وزارة الدفاع في بيان أمس، أن «عسكرياً برتبة وكيل في الجيش الوطني أُصيب في اشتباكات مع إرهابيين في جبل سمامة في محافظة القصرين أثناء عمليات تمشيط»، مضيفةً أن إصابة الوكيل ليست خطرة. وتقوم وحدات الجيش والحرس الوطني (الدرك) بعمليات تمشيط واسعة في محافظة القصرين، بخاصة في الجبال الحدودية مع الجزائر لتعقب مجموعة مسلحة هاجمت ثكنة عسكرية في مدينة «سبيطلة» ليلة السبت - الأحد، وقتلت جندياً وفق ما أعلنت وزارتا الداخلية والدفاع في بيان مشترك، إضافةً إلى إصابة مدني كان قرب مكان العملية. ولم تتمكن الوحدات العسكرية من القبض على المهاجمين الذين فروا مثلما جرت العادة بعد كل العمليات التي جرت في المنطقة وسقط على إثرها عشرات العسكريين. ورأى ضباط في الجيش أن الإقدام على مهاجمة ثكنة «سبيطلة» يُعتبر تطوراً نوعياً في عمل المجموعات المسلحة على اعتبار أنها الثكنة العسكرية الأكبر في تلك المنطقة الحدودية مع الجزائر. وخلفت هذه الحادثة ردود أفعال مستنكرة، واستغرب مراقبون كيفية تحرك هذه المجموعات في منطقة عسكرية مغلقة وتنفيذ عمليات نوعية والفرار من دون إصابة، أو اعتقال أي عنصر منها. في سياق آخر، قرر رئيس الوزراء مهدي جمعة أمس، إطلاق حملة للتبرع وجمع مواد طبية وغذائية لأهالي قطاع غزة وإرسالها عبر طائرة خاصة، وفق ما جاء في بيان رئاسة الحكومة التونسية. ويُنتظَر أن تمر هذه المساعدات عبر معبر «رفح» الحدودي بين مصر والقطاع حيث استقبل جمعة وزير الخارجية المصري سامح شكري لبحث الوضع في غزة في ظل العدوان الإسرائيلي، إضافة إلى مسألة المصريين العالقين على معبر «راس الجدير» الحدودي بين تونس وليبيا. وأعلن شكري عقب اللقاء أن ما بين 5 آلاف و10 آلاف مصري ما زالوا عالقين في الجانب الليبي من معبر «راس جدير» الحدودي بين تونس وليبيا. وأضاف: «حتى الآن أُجلي حوالى 2500 مواطن» مصري جوّاً من مطار جزيرة «جربة» (جنوب شرقي تونس)، من دون أن يذكر الوقت الذي يلزم لترحيل الباقين.