سيطرت القوات الأوكرانية أمس، على حاجز غرب مدينة دونيتسك، معقل الانفصاليين الموالين لروسيا، وحيث تابع مدنيون النزوح هرباً من المعارك. وواصلت القوات الحكومية تقدّمها لسحق الانفصاليين في شرق أوكرانيا، اذ أفادت وكالة «أسوشييتد برس» بأن دبابة ترفع علم أوكرانيا سارت في ضاحية مارينكا التي تقع على طريق رئيس في دونيتسك. واستدركت أن مسلحين ما زالوا يحتلون مواقع لقناصة في منطقة قريبة لوسط المدينة. وتواصل نزوح مدنيين من دونيتسك المحاصرة، اذ قالت إحدى سكان المدينة: «نغادر بسبب القصف. تركنا كل شيء ورحلنا». واضافت انها متوجهة الى مدينة دنيبروبتروفسك التي تسيطر عليها القوات الحكومية على بعد 200 كيلومتر غرباً. وحضّت كييف المتمردين في مدينة لوغانسك المجاورة لدونيتسك، وهي ثاني أبرز معقل للإنفصاليين، ومدينة غورليفكا الحدودية، على الموافقة على اقامة «ممرات انسانية» لساعات يومياً، لإفساح المجال امام المدنيين لمغادرة المدن المحاصرة. وأعلن فينسنت كوشتل، المدير الأوروبي للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أن حوالى 730 ألف شخص غادروا أوكرانيا وتوجّهوا إلى روسيا هذا العام، بسبب القتال في شرق أوكرانيا. وذكر أن عدد النازحين داخل أوكرانيا يبلغ 117 ألف شخص، لافتاً الى أن عددهم يتزايد بحوالى 1200 شخص يومياً. في غضون ذلك، قال ناطق أمني اوكراني ان «قوات مشاركة في عملية مكافحة الارهاب الاوكرانية احتلت مدينة ياسينوفاتا على بعد 19 كيلومتراً شمال دونيتسك»، مضيفاً ان «السيطرة على البلدة اتاحت تطويق دونيتسك من الشمال واغلاق قناة مهمة لإمداد الارهابيين بأسلحة وتكنولوجيا». وزاد: «ذلك لا يعني ان هناك هجوماً، الامر يتعلق الآن بالاستعداد لتحرير المدينة». وأشارت كييف الى انها تتفاوض على عودة حوالى 300 جندي «أُرغموا» على الانسحاب الى روسيا، بعد ساعات على قصف بالصواريخ وقذائف الهاون من الحدود، علماً أن موسكو كانت أعلنت ان اكثر من 400 جندي اوكراني كانوا يشاركون في القتال شرق البلاد، دخلوا الاراضي الروسية بناءّ على طلبهم، بعدما سلّموا اسلحتهم. الى ذلك، اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش المدافعة عن حقوق الانسان، الانفصاليين بمنع معالجة المدنيين، من خلال احتلالهم مستشفيات والاستيلاء على سيارات اسعاف وادوية، خصوصاً في سلافيانسك ودونيتسك. وقالت ممثلة المنظمة لوليا غوربونوفا ان «هجمات المتمردين الموالين لروسيا على الوحدات الطبية والعاملين في المجال الطبي، تعرّض حياة المرضى والضعفاء لخطر»، مذكّرة بأن القواعد التي تحكم النزاعات تنص على تأمين حماية خاصة للمستشفيات ووحدات طبية أخرى. كما اعربت المنظمة عن قلق لقصف مدفعي استهدف 5 مستشفيات على الاقل في شرق اوكرانيا منذ حزيران (يونيو) الماضي، ما ادى الى مقتل اثنين من العاملين الصحيين. واشارت الى ان «ظروف هذه الهجمات التي وقع معظمها في مناطق خاضعة لسيطرة الانفصاليين، تدعو الى الاعتقاد بأن القوات الحكومية هي المسؤولة عنها». وطالبت ب»تحقيقات لتحديد هل تشكّل الهجمات انتهاكاً للقوانين الانسانية»، داعية كييف الى «الالتزام بصرامة بالقوانين الانسانية الدولية». وجددت واشنطن اتهامها موسكو بنقل اسلحة الى الانفصاليين، اذ قالت الناطقة باسم الخارجية الاميركية جنيفر بساكي: «ما زلنا نشاهد أدلة على ان روسيا تزوّد الانفصاليين اسلحة ومعدات وتدرّبهم، ونعتقد بأن روسيا يمكن ان تستعد لتزويدهم قاذفات صواريخ اكثر قوة». كما وصفت مناورات عسكرية تنفذها روسيا قرب الحدود الاوكرانية، بأنها «استفزازية لا تؤدي سوى الى تصعيد التوتر». الى ذلك، أضافت سويسرا أسماء 26 روسياًوأوكرانياً و18 كياناً، إلى قائمة هدفها منع استغلال اراضيها في الالتفاف على العقوبات الغربية على موسكو، ما رفع عدد المتضررين من العقوبات إلى 87 والكيانات إلى 20. وأعلن رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف أن على بلاده «مناقشة» اتخاذ «تدابير انتقامية محتملة»، بعدما فرض الاتحاد الاوروبي عقوبات على شركة طيران «دوبروليوت» للرحلات منخفضة التكلفة، والتي تديرها «أروفلوت»، أضخم شركة طيران روسية.