كشف عضو هيئة التدريس في كلية الآثار والسياحة في جامعة الملك سعود الدكتور سليمان الذييب، أن منطقة الحجر والمعروفة باسم مدائن صالح ليست هي موقع العذاب الذي ذكره القرآن، مشيراً إلى أنه: «صحيح أن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أثناء ذهابه إلى إحدى الغزوات، نصح أصحابه بعدم البقاء قرب منطقة «الحجر» لأنها منطقة عذاب، ولكن الحجر نفسها تحتوي بيوتاً وقبوراً ولا يوجد ما يشير إلى وقوع عذاب فيها». لافتاً إلى أن المنطقة التي قصدها الرسول صلى الله عليه وسلم هي منطقة «الخريبة» قرب «الحجر» وهي التي حصل فيها الزلزال وآثاره واضحة، «وذلك في ما أراه وأرجحه». وقال: أن الحقبة الزمنية التي عاشت فيها حضارة الثموديين ولغتهم امتدت 1200عام ما بين القرن الثامن قبل الميلاد واستمرت إلى القرن الرابع بعد الميلاد. جاء ذلك في ندوة نظمها نادي حائل الأدبي بعنوان: «آثار جبة... أهميتها الثقافية والتاريخية» مساء الجمعة الماضي. وانطلقت الندوة عند الساعة العاشرة مساء في الهواء الطلق، في مكان تم تجهيزه قرب منطقة الآثار شمال غرب جبة (110 كيلومترات شمال مدينة حائل)، وشارك في الندوة عضوا هيئة التدريس في كلية الآثار والسياحة في جامعة الملك سعود، الدكتور سليمان الذييب والدكتور محمد الذيبي، وأدارها عضو مجلس الشورى سعود الشمري. وقال الدكتور الذييب: أفادت عن الحقبة التي عاشت فيها ثمود بعض المصادر الآشورية، الذين كانوا معاصرين لثمود، لكن الآشوريين وصفوا ثمود بأنهم كانوا أقرب إلى عدم التحضر وكانوا بدائيين ولم يكن لديهم حكم مركز». مشيراً إلى شيوع النقوش الثمودية في أنحاء الجزيرة العربية كافة، خلاف اللغات الأخرى التي تنحصر فقط في مناطق معينة. وبين أن اللغة الثمودية تتكون من 28 حرفاً تقرأ من اليمين أو من اليسار أو من الأعلى أو من الأسفل أو حتى من الوسط إلى أحد الاتجاهات. فيما بدأ الذيبي باستعراض موقع منطقة حائل الجغرافي، من خلال عرض مرئي للخرائط بواسطة جهاز العرض الحاسوبي، وبين أن حائل لم تكن أبداً بمعزل عن الحضارات المجاورة في العالم القديم في بلاد الرافدين وفي بلاد الهلال الخصيب وحضارة بلاد النيل، ومختلف أنحاء الجزيرة العربية من الخليج وحتى البحر الأحمر وكانت حائل حلقة وصل بين جميع هذه البلاد. وفي المداخلات تطرق الدكتور إبراهيم السهلي إلى أن القرآن الكريم ذكر ما حل بالغابرين، ومنهم من كذب الدعوة من الثموديين لأخذ العبرة والموعظة، ولتعظيم كتاب الله ولتسلية النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: «هذه الآثار لقوم كافرين مضت عليهم آلاف السنين، وهي لا تعدو عن كونها دعوة لمنكر وعلينا أن نضعها في إطارها الشرعي للعظة والعبرة، ولا مانع من أن قصد الآثار في جبة للعظة والعبرة.