طالبت أحزاب المعارضة السودانية التي وافقت على دعوة الرئيس عمر البشير إلى بدء حوار وطني، بتشكيل حكومة ذات مهمات محددة وإشراكها في ترتيبات إجراء الانتخابات وقانونها وتوقيتها. وأعلنت القوى المعارضة التي تتجه إلى تشكيل «تحالف القوى الوطنية»، في مقابل تحالف «قوى الإجماع الوطني» الرافضة الحوار مع الحكومة، خلال مؤتمر صحافي أمس، أنه لا تزال هناك خلافات في اللجنة المشتركة بين قوى الموالاة والمعارضة في شأن قضايا عدة. وفي سياق متصل، أعلن زعيم حزب الأمة المعارض الصادق المهدي الذي علّق مشاركته في الحوار، أنه تلقى تعهدات من الحركات المسلحة بالدخول على خط الحل السياسي لأزمات البلاد. وقال إن «أمام الحكومة خيارين: إما الحل القومي، أو لمّ الشمل «الإخواني» المرفوض في السودان والمنطقة العربية»، لافتاً إلى أن الحلول المعروضة من الحكومة لا تلبي الاستحقاقات المطلوبة للحل. وأوضح المهدي خلال مخاطبته مؤتمراً للمغتربين في حزبه، أن البشير اتفق معه على حل قومي لقضايا البلاد لكنه تراجع عن ذلك أخيراً. وتابع: «زارني البشير في وقت سابق، وأعلن معي خطاً قومياً للحل، لا يعزل أحداً ولا يسيطر عليه أحد». ودان ظاهرة الاغتيالات، مشيراً إلى أن الحكومة دفعت البلاد لأن يكون فيها «أمراء حرب» وأن تكون البندقية فيها ولي أمر. من جهة أخرى، انتقد وزير الخارجية السوداني علي كرتي الموقف الأميركي باستبعاد بلاده من القمة الأميركية - الأفريقية التي بدأت أعمالها في واشنطن أمس، كما انتقد ضمناً الدول الأفريقية، معتبراً أنه «من غير الطبيعي أن تذهب أفريقيا إلى القمة من دون السودان أحد الأعضاء المهمين جداً في القارة». وأضاف كرتي: «هذا موقف أميركي»، متسائلاً: «ما هو الجديد؟». وزاد: «نحن نعلم مواقف أميركا، لكن من غير الطبيعي أن تقبل أفريقيا بالذهاب إلى القمة، مع أن أحد أعضائها في القارة المهمين جداً لم يُدع إلى هذا الاجتماع». وتستضيف الولاياتالمتحدة على مدى 3 أيام، القمة الأول التي تعقدها مع دول القارة الأفريقية، باستثناء 4 دول، هي السودان وزيمبابوي وإريتريا، وأفريقيا الوسطى، كونها تخضع لعقوبات أميركية أو دولية. وتطرّق كرتي إلى الأوضاع في ليبيا بعد مقتل 14 سودانياً في المواجهات بين الميليشيات المتناحرة هناك، فقال إنها لم تصل إلى مرحلة إجلاء السودانيين، نافياً أن يكون السودانيون في ليبيا مستهدفين، إذ إنهم قُتلوا بسبب سقوط قذائف من طريق الخطأ على مواقع سكنهم.